مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة وأكاديميّة الحكمة العقليّة تختمان دورتهما الموسومة "الفيزياء الحديثة والإيمان بالخالق"

2016 September 19

اختتمت مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة التابعة للعتبة الحسينيّة المقدّسة، وأكاديميّة الحكمة العقليّة، يوم الخميس 15 أيلول الجاري، دورتهما الأولى التي أقيمت بالتعاون بينهما، في مجال النظريّات الفيزيائيّة الحديثة، وقد شارك فيها مجموعةٌ من فضلاء وأساتذة الحوزة العلميّة في مدينة قمٍّ بإيران.

وألقى الدكتور رافد عيدان الأستاذ في الجامعة المستنصرية ببغداد مجموعةً من المحاضرات الّتي تتعلّق بمراحل تطوّر النظريّات الفيزيائيّة الحديثة.

وأكّد المحاضر الدكتور رافد عيدان الكناني على أهمّيّة مواصلة الاطّلاع على النظريّات الفيزيائيّة الحديثة، مشيرًا إلى أنّه ”نتيجةً لتطور الفيزياء وتخصّصاتها وتعقّد مواضيعها أصبحت النظريّات العلميّة الحديثة غير واضحةٍ لغير المتخصّصين“.

وتعدّ هذه الدورة الأولى من نوعها، وقد استمرّت خمسة أيام من العاشر من أيلول الجاري وحتّى الخامس عشر منه.

وتناولت الدورة مواضيع متعدّدةً في شرح النظريّات الفيزيائيّة الحديثة الّتي ساهمت في تغيير نظرة الإنسان للكون والحياة، فضلًا عن النظريّات الّتي أحدثت جدلًا واسعًا، والّتي تم على أساسها إنشاء تيّاراتٍ فلسفيّةٍ مختلفةٍ.

وفي سياقٍ متّصلٍ، أشاد رئيس مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث والعقديّة الشيخ صالح الوائلي، بالجهود الّتي بذلها الأستاذ الدكتور رافد عيدان، وبالمعلومات العلميّة الّتي طرحها وناقشها في مجال النظريّات الفيزيائيّة الحديثة، مشيرًا إلى أنّ هذه الدورة فتحت لنا آفاقًا في مواجهة التيّارات الإلحاديّة والعلمانيّة.

وقال الشيخ الوائلي في كلمةٍ ألقاها خلال حفل اختتام الدورة: ”إنّ هذه الدورة القصيرة أكّدت لنا ما ندعو له في مؤسّسة الدليل وأكاديميّة الحكمة العقليّة، أعني ضرورة التربية العقليّة والفكريّة“، مشدّدًا على أهمّيّة إشاعة منهج التربية الفكريّة الّتي تمّ تغييبها عن الساحة الفكريّة، واحترام المناهج المعرفيّة من خلال إجرائها في سياقاتها، دون تعدّيها إلى مجالاتٍ أخرى.

وأوضح رئيس مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة أنّ "التيّارات الإلحاديّة غزت شبابنا، وأكلت الكثير من الأجيال؛ الأمر الّذي يدفعنا إلى ضرورة الوقوف بوجه هذا التيّارات ودفع شبهاتها".

من جانبه، أكّد رئيس أكاديميّة الحكمة العقليّة الشيخ الدكتور أيمن المصري خلال كلمةٍ له أنّ ”الدروس الطبيعيّة تقع في المرتبة الثالثة في السلّم التعليميّ حسب المنهج الفلسفيّ القديم“، مبيّنًا أنّ ”الفلاسفة القدماء كانوا ينتهجون ترتيبًا طبعيًّا في الدراسة، فيبدأون بالمنطق ثمّ الرياضيّات ثمّ الطبيعيّات ثمّ ما وراء الطبيعيّات ضمن الحكمة النظريّة، ثمّ يدخلون في الحكمة العمليّة، وهي الأخلاق والاجتماع والسياسة، وهنا تتمّ الحكمة“.

وأوضح الشيخ المصري أنّه ”لا يمكن لطالب العلم والحقيقة الاستغناء عن الطبيعيّات، ولكن تمّ إقصاؤهما بالكلّيّة أسفًا، وقد أنتج ذلك خسائر كبيرةً في البناء المعرفيّ؛ لأنّها مقدّمةٌ للفلسفة“، منوّهًا إلى أنّ ”الّذي لا يعرف ما هي الطبيعة سيكون قاصرًا عن معرفة ما بعد الطبيعة، والّذي لا يعرف المحسوس سيصعب عليه معرفة وإدراك المعقول“.

وبيّن الشيخ المصريّ أنّ ”الّذي عكف على الطبيعيّات الحديثة من دون دراسة المقدّمات العقليّة والمنطقيّة أو دون تطويرها إلى المعارف الإلهيّة سيقع في نقصٍ وخللٍ كبيرين؛ ولذلك نرى أنّ الكثير من الطبيعيّين قد تحوّل إلى الإلحاد“.

ونوّه إلى أنّ ”المنهج التعليميّ في الجامعات والمدارس منهجٌ حسّيٌّ استقرائيٌّ؛ بسبب غياب القواعد المنطقيّة الّتي تعكس الرؤية الكونيّة للإنسان“.

وشهد اليوم الأخير للدورة طرح مجموعةٍ من الأسئلة والاستفسارات الّتي أجاب عنها الأستاذ الدكتور رافد عيدان في الموضوعات الّتي ترتبط بالدورة.

وقد تسلم الطلاب المسجلين شهادات حضور الدورة، من قبل الشيخ صالح الوائلي رئيس مؤسسة الدليل للداراسات والبحوث العقدية، والدكتور الشيخ أيمن المصري رئيس أكاديمية الحكمة العقلية.

شاهد الخبر في رابط التالي:

https://aldaleel-inst.com/11