استقبل رئيس مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة التابعة للعتبة الحسينيّة المقدّسة الشيخ صالح الوائلي آية الله العلّامة الشيخ غلام رضا فياضي في يوم الاثنين 13 شباط 2017، وأكّد الشيخ الوائليّ خلال اللقاء أنّ مشكلة الإلحاد في العالمين العربيّ والإسلاميّ حالةٌ مرضيّةٌ خطيرةٌ تحتاج إلى إسعافاتٍ عاجلةٍ وسريعةٍ.
وعلّل رئيس مؤسّسة الدليل انتشار ظاهرة الإلحاد في هذا الظرف بسبب غياب المشروع الإسلاميّ الأصيل، وتدهور التعليم الدينيّ في الدراسات الأكاديميّة، صاحب ذلك انتشار الفكريّ السلفيّ المتزمّت، وانبثاق الحركات المتطرّفة منه؛ ما سبّب ردود أفعالٍ واسعةٍ لدى الشباب المسلم تجاه الدين والمتديّنين.
هذا وأشاد رئيس مؤسّسة الدليل بالدور العلميّ الّذي يقوم به العلماء والمؤسّسات العلمية في إيران لإعادة تأهيل المنظومة الفكريّة في الساحة الإسلاميّة، ومن العلماء البارزين في هذا المضمار العلّامة آية الله الشيخ غلام رضا فياضي، الّذي ساهم بشكلٍ فاعلٍ في إحياء المعارف الحكميّة والأخلاقيّة المنسجمة مع الرؤية الإسلاميّة، وذلك من خلال دروسه ونتاجاته الفكرية الوفيرة، مشدّدًا على أهمّيّة التعاون مع المجمع العالي للحكمة الفلسفيّة الّذي يشرفه عليه سماحة الشيخ فياضي.
بدوره شدّد العلّامة آية الله الشيخ غلام رضا فياضي على أهمّيّة تفعيل الدرس الفلسفيّ في إثراء البحث العلميّ والمعرفيّ في الحوزات العلميّة، مشيرًا إلى دور هذه العلوم في ترسيخ البعد الإيمانيّ والأخلاقيّ في مسيرة طالب العلوم الدينيّة.
وأشار سماحته إلى ضرورة عمل مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة وأهمّيّته، الّذي يخدم أهداف العقيدة الدينيّة الصحيحة في ظلّ اسم الإمام الحسين (عليه السلام)، مبديًا استعداد المجمع العالي للحكمة الفلسفيّة الّذي يشرف عليه للتعاون مع مؤسّسة الدليل.
وتضمّن برنامج زيارة سماحة الشيخ فياضي اجتماعًا خاصًّا بالسادة أعضاء المجلس العلميّ في مؤسّسة الدليل، ألقى خلاله كلمةً قيّمةً حثّ فيها السادة الأعضاء على العمل في هذا المشروع المبارك، وأداء الوظيفة الإلهيّة وتحقيق هدف الخليقة، مشيرًا إلى أنّ العبادة لله - تعالى - لا تقتصر على ما هو منصوصٌ عليه بالشريعة، بل يمكن أن نحوّل أفعالنا كافّةً إلى عبادةٍ لو نويناها قربةً لله تعالى، مبيّنًا أنّ العمل في هذا الطريق هو نصرٌ لله تعالى، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ﴾، فهذا وعدٌ منه - تعالى - ولا يخلف الله وعده.
وفي مداخلات السادة أعضاء المجلس العلميّ ناشد الأعضاء العلماء المهتمّين بالشأن الفكريّ العقديّ أن تتضافر جهودهم للنهوض بالواقع الفكريّ في أمّتنا الإسلاميّة.
وفي ختام الزيارة دعا سماحته للعاملين في المؤسّسة بالموفقيّة ومزيدٍ من العطاء، واعدًا القائمين عليها بفتح باب التعاون اللا محدود في رفد المشاريع الفكريّة الّتي تنوي المؤسّسة القيام بها، والمساهمة في معالجة المشاكل الثقافيّة والفكريّة الّتي تعاني منها مجتمعاتنا الإسلاميّة.
تجدر الإشارة إلى أنّ العلّامة فياضي يعدّ واحدًا من أبرز أساتذة العلوم العقليّة الفلسفيّة في قمٍّ المقدّسة، وله دروسٌ كثيرةٌ ومتنوّعةٌ في المنطق والفلسفة والعرفان وعلم الكلام، مضافًا إلى مؤلّفاته وتعليقاته المشهورة في الوسط الحوزويّ.
شاهد الخبر في رابط التالي:
https://aldaleel-inst.com/57