مؤسّسة الدليل تقيم ندوة في التنمية الفكريّة لوفدٍ من مؤسّسة الوارث

2017 February 25

شرعت مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة التابعة للعتبة الحسينيّة المقدّسة يوم السبت المصادف 25 شباط 2017 دورةً في التنمية الفكريّة لوفدٍ من الأساتذة في أكاديميّة الوارث للتنمية البشريّة والدراسات الاستراتيجيّة التابعة للعتبة الحسينيّة المقدّسة.

واستهلّت الدورة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم ثم بكلمةٍ لرئيس مؤسّسة الدليل الشيخ صالح الوائلي، الّذي أكد على دور التنمية البشريّة وأساليب التطوير الحديثة في إطار رفد النخب والكوادر بالمزيد من الرشد والوعي الفكريّ، والارتقاء بالمستوى العلميّ للأساتذة والكفاءات لتكوين المجتمع الواعي.

وشدّد سماحته على ضرورة الإحساس بالخطر الّذي يداهم المجتمعات الإسلاميّة اليوم، وما يسمّى بالحرب الناعمة وكيفيّة معالجتها، مع الاعتراف المسبق بالرصيد العلميّ والمعرفيّ العقديّ الّذي تمتلكه حواضرنا العلميّة في الحوزات والجامعات، مشيرًا إلى أنّ "المشكلة الّتي تواجهنا هي كيفيّة تسويق وتجسيد هذه الأفكار بشكلٍ بسيطٍ للمجتمع"، منوّهًا إلى ضرورة اعتماد الأساليب والمهارات والفنون الحديثة لإيصال تلك المعارف الفكريّة، ومكافحة الأفكار الضالّة بنفس الطرق الّتي تصل من خلالها.

وأوضح رئيس مؤسّسة الدليل أنّ المسلمين كانوا يدرسون أصول فنّ الخطابة والمناظرات في تراثهم إلا انهذه العلوم أهملت بمرور الزمن ، الأمر الذي يستدعي إعادة إعتبارها اليوم عن طريق الأساليب والتقنيّات الحديثة. كما وأكّد على ضرورة تضمين المناهج التعليميّة في المدارس العراقيّة الخاصّة والعامّة لمفردات تعنى بالتنمية البشريّة والتربية الفكريّة المطروحة ضمن مشروع المؤسّسة؛ لما في ذلك من تأثيرٍ في صناعة الشخصيّة المجتمعيّة ورفع المستوى في مواجهة التحدّيات.

وفي ذات السياق حذّر سماحته من انتشار ظاهرة الكوميديا السوداء وبشكلٍ ملفتٍ بين فئات الفتية والشباب، وتداولها في وسائل التواصل الاجتماعيّ، والّتي تهدف غالبًا إلى الاستخفاف والسخرية من القيم والعناوين المحترمة، وتحويل الأفكار والقضايا الجادّة إلى مواقف هزليّةٍ مضحكةٍ، ولا يخفى ما لهذه الأساليب من آثارٍ سلبيّةٍ على السلوك العامّ للمجتمع، وما تؤدّيه من تضعيف القيم والأخلاق في نفوس الشباب وتذويبها وفقدان قيمتها.

وفي ختام كلمته نبّه الشيخ صالح الوائلي إلى ضرورة وضع الإمكانيّات اللازمة للوقوف أمام الخطر الّذي يداهم المجتمعات الإسلاميّة خصوصًا في العراق، من جرّاء بعض الأفكار المنحرفة الّتي سعت جهاتٌ ومؤسّساتٌ إلى بثّها في أوساط شبابنا كما هو الحال في "ظاهرة الإلحاد".

بدوره، ألقى ممثّل أكاديميّة الوارث للتنمية البشريّة والدراسات الاستراتيجيّة الأستاذ علي العامري كلمةً عن الأكاديميّة والوفد المرافق له، معربًا عن سعادته الغامرة بحفاوة الاستقبال من قبل رئيس مؤسّسة الدليل وكادرها.

وتطرّق في كلمته إلى أهمّيّة التنمية البشريّة وأساليب التواصل في المجتمعات المعاصرة، مبيّنًا أنّ "الرؤية الكونيّة مهما كانت محكمةً وعقلانيّةً فإنّها بحاجةٍ إلى أساليب صحيحةٍ كفيلةٍ بإيصالها إلى المخاطب وتسويقها إلى الجمهور العامّ".

يذكر أنّ مؤسّسة الدليل بالتعاون مع أكاديميّة الوارث تنظّم دورتين تنمويّتين في (فنّ المناظرة) و(لغة الجسد)، ودورةً خاصّةً تقدّمها مؤسّسة الدليل لمدرّبي الدورتين المذكورتين في (التربية الفكريّة والتطبيق العقديّ)، وسوف تبدأ هذه الدورات من اليوم السبت وتنهي يوم السبت المقبل 4 آذار 2017 إن شاء الله.

وفي سياقٍ متّصلٍ أوضح مسؤول شعبة التعليم في مؤسّسة الدليل الشيخ سعد الغري أنّ "دورة فنّ المناظرة ستستمرّ لمدّة أربعة أيّامٍ بواقع 5 ساعاتٍ في اليوم، ودورة لغة الجسد ستستمرّ لمدّة ثلاثة أيّامٍ بواقع 5 ساعاتٍ في اليوم".

وأضاف الشيخ الغري أنّ "أساتذة الدورتين من المدرّبين الدوليّين المعتمدين الأكفاء، والمتخصّصين في الدروس التنمويّة"، مبيّنًا أنّ "الدورة الأولى في فنّ المناظرة ستتضمّن الموضوعات التالية: أسس وقواعد المحاورة، وكيفيّة العرض وتثبيت الأفكار، ومبادئ التأثير ووسائل الإقناع، وهي تحت إشراف السيّد عقيل كاظم حسين، والأستاذ علي كريم بجاي".

وتابع مسؤول شعبة التعليم في مؤسّسة الدليل بالقول: "إنّ الدورة الثانية في لغة الجسد سوف تتضمّن الموضوعات التالية: "مفهوم الاتّصال والتواصل اللفظيّ وغير اللفظيّ، ورسائل لغة الجسد، والكاريزما الشخصيّة، وهي تحت إشراف الأستاذ السيّد علي أحمد كريم، والأستاذ علي حسين مشعب".

علمًا أنّ المشاركين في هذه الدورة هم من أساتذة الحوزة العلميّة والجامعات الأكاديميّة في مدينة قمٍّ المقدّسة.

جديرٌ بالذكر أنّ الدورات ستعقد في مقرّ مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة في بناية مجمّع مصابيح الدجى بمدينة قمٍّ المقدّسة.

شاهد الخبر في رابط التالي:

https://aldaleel-inst.com/60