دعا رئيس مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة التابعة للعتبة الحسينيّة المقدّسة، الدكتور صالح الوائلي، إلى الاستفادة من تجارب الدول المتقدّمة في مجال التعليم بالعراق، جاء ذلك في افتتاحية الدورة الّتي أقامتها شعبة التعليم بالمؤسّسة تحت عنوان (التربية الفكريّة والتأهيل العقديّ للمشرفات التربويّات والمدرّسات)، والتي بدأت أوّل فعالياتها يوم الأحد المصادف 19 من كانون الثاني 2020 وستسمرّ خمسة أيام.
وقد استهل الدكتور صالح الوائلي رئيس المؤسسة كلمته مرحّبًا بالأستاذات المشاركات، مؤكّدًا على أهمّيّة الحضور في هذه الدورات الفكريّة المهمّة الّتي تقيمها المؤسّسة.
وتحدّث عن الأسباب الّتي دعت إلى إنشاء مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية، وقال: "إنّ ظروف العراق ما قبل سقوط النظام عام 2003 وما بعده أدّت إلى تراجعٍ وانهيارٍ ثقافيٍّ وفكريٍّ واضح".
وأضاف أنه "خلال عامي 2005 و 2006 ظهرت تيارات خطيرة على الساحة الفكرية والثقافية العراقية مثل اللادينية والإلحاد، وهي ظاهرة أصبح لها روّادٌ وفرسان كما يعبرون"، مبيّنًا أنّ "هذه الأوضاع دفعتنا إلى تقديم مشروع من قبل متخصصين ليكون بمنزلة المقاومة لهذه الظاهرة الخطيرة".
وأشار الدكتور الوائلي إلى أن هذا المشروع الذي نحن بصدد تنفيذه في مؤسسة الدليل قد كتبناه ووضعنا الخطط اللازمة له من قبل سنوات عديدة، وقُدّم مشروعًا إلى سماحة المتولّي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، وأمر بضرورة العمل على تنفيذه بأسرع وقت؛ فمؤسستنا لم تأت صدفةً، وإنما نتيجة دراسةٍ علميّةٍ ميدانيّةٍ.
وتطرق رئيس المؤسسة إلى الاهتمام الذي تبديه مؤسسة الدليل بجانب التعليم، موضحًا أن "أي مجتمع من المجتمعات لا يمكن أن نحدد مستواه الثقافي أو الفكري أو مقدار تقدمه أو تخلفه إلا بتحديد مستواه التعليمي"، مؤكّدًا أن "التعليم هو الذي يبني الشخصية المجتمعية ويحدد مساراتها، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثير الأسرة والمحيط الاجتماعي، لكن للتعليم التأثير الأقوى".
ووصف سماحته الواقع التربوي والتعليم في العراق بـ"الضعيف"، مشددًا على أهمية مضاعفة الجهود من أجل النهوض بهذا الواقع الذي يساهم في حل العديد من الإشكالات الّتي يمر بها البلد حاليًّا، وأكد على ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في التعليم دون ان نحاول نسخ تلك التجارب؛ لأنها لا تنسجم بالضرورة مع واقعنا وثقافتنا.
وتناول الدكتور الوائلي تجربتي اليابان وماليزيا في مجال التنمية والتعليم؛ لأن التعليم في تلكم الدولتين مبتنٍ على فلسفة معينة بخلاف ما هو موجود عندنا في العراق، واصفًا هذه التجارب بالـ"الناجحة"، مبينًا أنّ "مشكلة النظام التعليمي في العراق سببها عدم وجود رؤية واضحة للنظام التعليمي والهدف منه".
من جهته قال مسؤول شعبة التعليم في مؤسسة الدليل الدكتور سعد الغري: "إن المشاركات في هذه الدورة منتسباتٌ في ديوان الوقف الشيعي، وإن الدورة ستشمل محاضرات مختلفة يلقيها ثلة من أساتذة متخصصين في الفلسفة والكلام لترسيخ بعض المفاهيم والأسس المهمّة".
وأضاف الغري أنّ "الهدف من تلك الدورات التي تقيمها شعبة التعليم في مؤسسة الدليل، تنمية الجانب الفكري لدى النخب والكوادر المثقفة من خلال أساليب تعليمية جديدة".
يذكر أنّ مؤسسة الدليل تقوم منذ تأسيسها بإقامة دورات فكرية تخاطب فيها مختلف الشرائح المثقفة في العراق، ولاقت هذه الدورات رواجًا كبيرًا.
شاهد الخبر في رابط التالي:
https://aldaleel-inst.com/621