ضمن خطة لتوحيد الجهود الفكرية الرامية لنشر الوعي والثقافة، واصلت شعبة التعليم في مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، بالتعاون مع مؤسسة بدن أكاديمي، إقامة المحاضرات الفكرية والعقدية، ضمن الورشة التي تضم سلسلة محاضرات علمية وفكرية، وكانت المحاضرة هذه المرة بعنوان "السنن الإلهية وواقعة كربلاء"، وكان المحاضر فيها نائب رئيس تحرير مجلة "الطبيعة وما بعدها" الدكتور محمد آل علي الذي تحدث عن معنى السنن الإلهية.
وانتهى الدكتور آل علي ببيان معناها إلى كونها القوانين الحاكمة لمقدرات العالم والتي تجري باطراد وثبات، أو هي المنهج الكوني في تيسير العالم وعمارته.
وأشار إلى نشوء السنن الإلهية ومصدها، وقال "أن نشوء السنن نابع من نفس مكونات العالم وما فيه من الموجودات التي أوجدها بارئها على وفق علمه بالنظام الأصلح"، موضحًا "شمول السنن الإلهية لجميع ما في العالم، فالموجودات جميعها مخلوقة معلولة ممكنة ولها من الاحتمالات الكثيرة والصور التي يمكن أن تكون عليها، ولها تأثير وتأثّر مع نفسها ومع ما يحيط بها، وبالتالي كل موجود مرهون بسنن وقوانين تحكم سيره في هذا العالم".
كما تطرق الأستاذ المحاضر إلى اهتمام الدين ببيان السنن الإلهية، وقال "لأن الدين له وظائف عدّة ومن أهم وظائفه هداية الناس والموجودات للنظام الأصلح والغاية المنشودة منه، ودون بيان الدين لا يتحقق النظام الأصلح في العالم ولن تصل الموجودات لغايتها التي خلقت لأجلها".
وختم الدكتور محمد آل علي محاضرته إلى أن السنن الإلهية التاريخية وأهمّيتها في سير الأمم، مبيّنًا أن "الأمة كمجموع واحد لا كحالة فردية لها قانونها الخاص الذي يحكم مصيرها ومستقبلها في السيرة البشرية".
الجدير بالذكر أن هذه هي المحاضرة الرابعة التي تقيمها مؤسسة الدليل بالتعاون مع مؤسسة "بدن أكاديمي" ضمن الورشة التي تضم سلسلة محاضرات علمية وفكرية، وستواصل شعبة التعليم في المؤسّسة إقامة الورشة العلميّة في شهر شهر محرّم الحرام عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ امتثالًا لأوامر المرجعية الرشيدة، ورغبةً في عدم انقطاع ذكر المصلح العالمي الإمام الحسين (عليه وعلى وأهل بيته وأصحابه أفضل الصلاة والسلام) في ظلّ ظروف الجائحة.
شاهد الخبر في رابط التالي:
https://aldaleel-inst.com/6360