الدليل تقيم ندوة بعنوان "جدلية فيزياء الكم والقواعد المنطقية"

2022 May 29

أقامت مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، ندوة علمية بعنوان "جدلية فيزياء الكمّ والقواعد المنطقية"، وقد حاضر فيها كلٌّ من الدكتور صالح الوائلي رئيس المؤسسة الحاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة، والأستاذ الدكتور رافد عيدان الأستاذ في الجامعة المستنصرية والحاصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء.  

وقد بدأ مقرّر الندوة الأستاذ عقيل البندر بقراءة آيات من الذكر الحكيم، وبعدها رحّب بالمحاضرين ثمّ فتح المجال للدكتور الوائلي الذي أشار في بداية محاضرته إلى "أن الفيزياء المعاصرة تنتقل من السؤال بـ (كيف هو) الذي يعنيها إلى السؤال بـ (لم هو) الذي يعني الفلسفة، وبهذا فإنّ الفيزياء المعاصرة تتجاوز  محدّداتها لتكون ترانسندنتالية على حدّ تعبير كنط؛ لأنّها تتجاوز حدودها في وصف الواقع المادي الفيزيقي إلى التعليلات الفلسفية لتقتحم منطقة الميتافيزيقا عنوةً".  

وأضاف الوائلي أنّه "ينبغي للمتخصّصين في الفيزياء إمّا أن يوقفوا الفيزياء عند حدودها أو أن يدرسوا الفلسفة بنحو منهجي وتحت أيدي متخصّصين، لكي يتجاوزوا إشكاليات الفهم المغلوط، وقد حذّرتُ بشدّة من دعوات الانفلات الفكري والضبابية المنطقية لأنّها تمحق المعرفة برمّتها".  

وبعد ذلك انتقل الدكتور الوائلي إلى بيان أهمّ الإشكاليات المعرفية المترتّبة على معادلة شرودنجر (Schrödinger equation) في الدالّة الموجية (Wave function) والتي يظهر منها تغير طبيعة الإلكترون بشكل يوحي بالتناقض، وذلك حينما يتردّد بين كونه جسيمًا (particle) وبين كونه موجةً (wave)، أو عند عبور الإلكترون من مكان يستحيل وجوده فيه، فيظهر كأنّ وجوده وعدمه اجتمعا، أو عند تواجده في مواقع متعددة في زمن واحد".  

وأكّد أنّ "الإشكاليات المذكورة قابلة لأن تستساغ منطقيًا ضمن تفسيرات معقولة منطقية لا تتنافى مع معادلة شرودنجر وفق البيانات المطروحة في الكتب والمقالات الفيزيائية المنتشرة، وبالتالي لا يلزم منها اجتماع النقيضين كما قد يتوهم، ومن ثم فإن الكثير ممن تورط بمهاجمة القواعد المنطقية إنما كان منطلقًا من قلة المعرفة بالمنطق والفلسفة، الأمر الذي يؤدّي إلى اختلاط المفاهيم لديهم وعدم الدقة في استعمالها".  

كما استعرض الدكتور الوائلي بشكل موجز أهم القواعد المنطقية لا سيما قاعدة استحالة التناقض التي تتعرض لهجمات متكررة سواء من بعض اللادينيين بهدف نسف الأسس العقلية للإيمان، وكذلك من بعض المتدينين للخلاص من صرامة المنطق التي تتعارض مع الإله المتخيل لديهم.  

وقال في هذا الصدد "حاول الطرفان الانقضاض على هذه القاعدة غافلين عن أن انهيار هذه القاعدة يلزم منه هدم جميع الأسس المعرفية دينية كانت أم علمية أم فلسفية".  

وبعد ذلك، تحدث الدكتور رافد عيدان وبدأ بشرح "نظرية الكم" بأسلوب خال من التعقيد، مؤيدًا ما ذكره الدكتور الوائلي.  

وشدّد الدكتور عيدان على أنّ "الفيزياء الكلاسيكية وكذا الحديثة لا تتخلّى بحالٍ من الأحوال عن الأسس العقلية؛ لأنّ كلاهما تعتمد في إثبات مدّعياتها على ثوابت منطقية، وإن ما يُدّعى من أنّ طبيعة العالم احتمالية مجرّد وهم وتفسير مرفوض".  

وأضاف "وما عليه الفيزيائيون اليوم وحسب معادلة شرودنجر هو أنّ الواقع غير متعدّد والاحتمالية إنّما هي بالنسبة لإدراكاتنا، وليس بالنسبة لواقع الإلكترون، فالاحتمالات هي تعبير عن جهلنا وفقداننا الأدوات المناسبة لرصد موقع الإلكترون دون التأثير على طاقته وبالتالي على سلوكه وتسارعه".  

كما انتقد أستاذ الفيزياء "ما يشاع في وسائل التواصل الاجتماعي حول نظرية الكوانتم"، معتبرًا أنّ "هذه تفسيرات مشوّشة ولا تعبّر عن فهم دقيق لهذه النظرية المهمة"، منوّهًا إلى أنّ "ما يطرح من قبل بعضهم يتعارض مع نفس النظرية ومعادلة شرودنجر".  

وفي نهاية الندوة التي جرى بث وقائعها عبر شبكة الإنترنت، جرى فتح المجال للأسئلة والاستفسارات من قبل المشاركين، وقد أجاب المحاضران على تلك الأسئلة.

شاهد الخبر في رابط التالي:

https://aldaleel-inst.com/6572