افتتحت دورة التنمية الفكرية والتأهيل العقدي التي نظمتها شعبة التعليم في مؤسسة الدليل ولأوّل مرة بلغة الهوسا في نيجيريا، حيث استهل الدورةَ رئيس المؤسسة بكلمة ألقاها بالمناسبة، مرحبًا بالأستاذة المشاركين وشاكرًا الجهود المبذولة من قبل شعبة التعليم التي يتولى مسؤوليتها الدكتور سعد الغري، فيما أطرى على الدكتور عمار مكي الذي سيتكفل بمهمة إلقاء المحاضرات في هذه الدورة.
وأضاف الدكتور الوائلي أنّ اهتمام مؤسسة الدليل بمثل هذه الدورات يعود لحرصها العميق على صناعة مجتمع حضاري يتحلى بالقيم ويحترم الإنسان، وقال: "علينا التركيز على التربية الفكرية؛ لأنّها قضية غاية في الأهمية، فبدونها سيعيش الإنسان حالة من الضياع الفكري الذي ستحصل بسببه تداعيات خطيرة ستنعكس على أصعدة مختلفة".
إلى ذلك نبه رئيس المؤسسة إلى أنّ "السقوط الفكري أو الفوضى الفكرية التي تصاب بها مجتمعاتنا اليوم هي نتيجة فقدان البوصلة الهادفة في التفكير؛ الأمر الذي يعني فقدان السلوك الفكري الصحيح".
وذكر الدكتور الوائلي أنّ "المجتمعات البشرية تواجه اليوم مأزقين خطيرين: الأول هو تحطيم الأسس الفكرية والعقلية، وهو مأزق يسود المجتمعات اللادينية، حيث يهدف إلى إنتاج مجتمع حسي مادي، ويهمل القيم والأخلاق بشكل كبير؛ الأمر الذي أفقد تلك المجتمعات التماسك والانجسام".
وأضاف متأسفًا أنّ "المأزق الثاني هو إقصاء المنهج العقلي والاعتماد على المنهج النصي السلفي بشكل أساسي، وهذا المنهج أحكم قبضته وبشكل صارخ على المجتمعات الإسلامية"، معتبرًا أنّ التفكير في هذه المجتمعات لا يتعدّى التمحور حول النص الديني رغم وجود قراءات متعدّدة لهذا النصّ.
ولفت الوائلي إلى أنّ حاكمية النصّ الديني هذه قد ألْقت بظلالها على التعليم، وما لحقها من اختزال المنهج الأكاديمي بمنهج حسي وتعليم تجريبي، حتّى وصل الحال بالتعليم إلى اعتبار كل ما سوى ذلك خرافة وأوهامًا.
وتابع ذلك بالقول: "وحتى يعالجوا الموقف أقحموا مفردة الدين بشكل غير مدروس؛ الأمر الذي أدى إلى خلق مشكلة حقيقية في العقيدة والإيمان".
وانتهى الدكتور الوائلي بكلمته هذه إلى المهمة التي تسعى من أجلها مؤسسة الدليل، وهي تعزيز حضور المنهج العقلي البرهاني في الساحة الفكرية والعقدية عبر إعداد الكوادر والنخب الفكرية في العالم والاعتماد عليها.
تجدر الإشارة إلى أن شعبة التعليم في المؤسسة كانت قد شرعت بعقد دورة في مجال التنمية الفكرية والتأهيل العقدي لأول مرة بلغة الهوسا لـ ٢٥ من أساتذة الجامعات والنخب العلمية في نيجيريا لمادة الفكر ونظرية المعرفة والرؤية الكونية.
شاهد الخبر في رابط التالي:
https://aldaleel-inst.com/6573