اختتمت يوم السبت 19 آب دورة "التربية الفكريّة والروحيّة للخطيب الحسينيّ" الّتي نظّمتها شعبة التعليم في مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة التابعة للعتبة الحسينيّة المقدّسة والّتي استمرّت 12 يومًا.
وانطلق حفل الاختتام بقراءة آياتٍ من الذكر الحكيم تلاها الخطيب الحسينيّ السيد ستار العلوي، بعدها ألقى سماحة الشيخ فلاح العابدي نائب رئيس مؤسّسة الدليل كلمةً شدّد فيها على أهمّيّة أن يتصدّى المنبر الحسينيّ إلى الشبهات والأفكار المنحرفة الّتي يتمّ ترويجها في المجتمعات الإسلاميّة.
وقال الشيخ العابدي إنّ "التصدّي للشبهات والأفكار المنحرفة لا بدّ أن يكون نابعًا من أصالة الفكر الإسلاميّ"، مضيفًا أنّ "هناك أطروحاتٍ تشير إلى أنّ الفكر الإسلاميّ بصورته الحاليّة غير قادرٍ على مواجهة ما يطرح في العالم من رؤًى وأفكارٍ، وهناك من يدعو إلى عمليّة تحديثٍ في الفكر الإسلاميّ والاستفادة من الفكر الغربيّ".
وأوضح نائب رئيس مؤسّسة الدليل "أنّنا ندعو للاستفادة من كلّ الأفكار، لكن لا بدّ أن تكون هذه الاستفادة مع الحفاظ على أصالة الفكر الإسلاميّ، لا أن نغيّر ما هو أصيلٌ على ما هو طارئٌ في الأفكار".
وعدّ الشيخ فلاح العابدي الخطباء حلقة الوصل بين علماء الأمّة وعامّة الناس، مبيّنًا أنّ "الخطباء عليهم مسؤوليّةٌ ثقيلةٌ جدًّا، وهي نشر الفكر الإسلاميّ في مختلف الأوساط الفكريّة والثقافيّة"، مشيرًا إلى حاجة المجتمع إلى مؤسّساتٍ علميّةٍ ورصينةٍ تقوم بعمليّة رصد الأفكار المنحرفة والشبهات الّتي تطرح في عصرنا الحاضر.
ولفت الشيخ العابدي إلى أنّ مؤسّسة الدليل تفتح أبوابها أمام خطباء المنبر الحسينيّ من أجل التعاون والوقوف في وجه الشبهات.
وفي سياقٍ متّصلٍ تحدّث سماحة الشيخ أحمد النصيراوي نيابةً عن إخوته الخطباء المشاركين في هذه الدورة، مشيدًا في بداية كلمته بالخطوة الّتي قامت بها مؤسّسة الدليل في إقامة دورتها لدعم الخطباء.
وقال الشيخ النصيراوي: "إنّ من عوامل النجاح للخطيب الرساليّ المبدئيّ الّذي يحمل أعباء الأمة على عاتقه: البناء الروحيّ لشخصيّته أوّلًا؛ لأنّه يتحدّث مع الجمهور بمختلف طبقاتهم، فلن يؤثّر فيهم ما لم يبن نفسه. وأمّا العنصر الثاني فهو أن يكون الخطيب ذا فكرٍ واعٍ".
وعدّ الشيخ النصيراوي "الخلل في أحد هذين العنصرين (البناء الروحيّ والفكريّ للخطيب) سيكون له نتائج سلبيّةٌ على الجمهور"، مطالبًا بضرورة أن يطرح الخطيب أفكارًا تتلاءم مع واقع المجتمع الّذي يتواجد فيه.
وأضاف "لقد استفندنا كثيرًا من الدورة الّتي أقامتها مؤسّسة الدليل، ونأمل أن تكون هناك دوراتٌ أخرى"، مقترحًا أن يكون هناك معهدٌ تابعٌ للمؤسّسة، وفيه دراساتٌ مكثّفةٌ يشمل مختلف الدروس منها الفقه والتاريخ والسيرة.
كما تحدّث خطيب المنبر الحسينيّ الشيخ علي الساعدي الّذي أشرف على هذه الدورة قائلًا": "إنّ المنبر الحسينيّ في تماسٍ مباشرٍ مع الجمهور وله تأثيرٌ كبيرٌ"، منوّهًا إلى أنّ "من أهمّ أدوات نجاح المنبر الحسينيّ هو الخطيب نفسه، ومن هنا ندعو جميع الخطباء لنشر المعارف والعلوم الدينيّة وفق ما يريده أهل البيت (عليهم السلام)".
وأضاف الشيخ الساعدي أنّ "الخطباء من وظيفتهم أن يؤدّوا تكليفهم بما يضمن هداية الناس ودفع الشبهات والأفكار المنحرفة"، داعيًا إلى تأسيس معهدٍ فكريٍّ يساهم في دعم خطباء المنبر الحسينيّ، وقد تقدّم بهذا المقترح مجموعةٌ من خطباء المنبر الحسينيّ كذلك.
وقدمت مؤسسة الدليل بحضور رئيسها الشيخ صالح الوائلي شهادات التقدير والجوائز على المشاركين في دورة التربية الفكريّة والروحيّة للخطيب الحسينيّ.
وفي الختام تلا الشيخ مهدي القريني مجلس العزاء الحسينيّ، وبعدها أقيمت وليمةٌ على حبّ أهل البيت (عليهم السلام) للخطباء المشاركين بهذه الدورة.
شاهد الخبر في رابط التالي:
https://aldaleel-inst.com/96