أحمد حسين النصري
الخلاصة
لا شكّ أنّ هناك تباينًا من حيث المنهج العلمي بين المعطيات التي تقدّمها الفلسفة الميتافيزيقية التي تعالج إشكالية الوجود، وبين المعطى المعرفي الديني. فالأولى تعتمد على المنهج العقلي الاستدلالي، القائم على القياسات المنطقية. أمّا الآخر فهو مرتكز على العلوم الإلهية النازلة من السماء عن طريق الوحي؛ ولهذا تتمتّع بنحو من الحصانة عن الخطإ، وهذا ما يفتقده نتاج الفكر الفلسفي؛ لأنّه من صنع العقل البشري المحدود. وإن كانت النصوص التي تنقل علوم الوحي أيضًا تتعرّض إلى مشكلتين: واحدة من حيث النقل وإثبات الصدور، والأخرى من حيث الدلالة وتحديد المراد الجدّي. وفي نظر توما الأكويني أنّ الفلسفة والعقل اللاهوتي لا يتناقضان؛ لذلك حاول توظيف المنهج الفلسفي الأرسطي؛ لتقديم قراءة دينية مؤطّرة بالعقل النقدي. ولا يعني هذا بالدقّة أنّ توما الأكويني قد أخذ تلك المعطيات الفلسفية بنحو من التسليم التامّ. والهدف هنا هو بيان المنهج المعرفي الفلسفي عند الأكويني، وكيفية توظيفه لصالح القراءة اللاهوتية المسيحية. فهو قد تأثّر كثيرًا بمعطيات المنهج الأرسطي، فعمد على توظيفها لصالح معتقداته. إلّا أنّ عقليته اللاهوتية لم تجعله يتحرّر بشكل كامل من معطيات القراءة المسيحية السائدة آنذاك، وبالتالي فإنّ عمله في توظيف المنهج الفلسفي لم يكن تامًّا بشكل صحيح.
يمكنكم متابعة قراءة المقال هنا
كما يمكنكم الإطلاع على العدد بشكل كامل هنا
شاهد المطلب في رابط التالي:
https://aldaleel-inst.com/article/192