يحيى عبد الحسن هاشم
الخلاصة
تُعدّ مسألة حرّية الإنسان واختياره في ظلّ عدالة الله تعالى من أبرز الجدليات الفكرية التي شغلت الفكر الإنساني؛ إذ تطرح تساؤلًا محوريًّا حول التوازن بين حرّية الإنسان في الاختيار وبين عدالة الله في القضاء والقدر. فإذا كان الإنسان حرًّا تمامًا في أفعاله، فكيف يكون الله عالِمًا بكلّ شيء ومدبِّرًا للكون؟ وإن كان الإنسان مجبرًا على أفعاله بمشيئة الله ، فكيف يكون الحساب الإلهي عادلًا إذا لم يكن لديه حرّية حقيقية في قراراته؟ فقد ناقش الفكر الإسلامي هذه المسألة منذ بداياته، ساعيًا إلى فهم العلاقة بين الجبر والاختيار في ضوء العقل والنقل، بينما قدّمت بعض الفلسفات الحديثة والغربية قراءاتٍ مادّيةً وتحليليةً لهذه الإشكالية. فيرى ديفيد هيوم أنّ حرّية الإرادة يجب أن تُفهم ضمن إطار السببية الطبيعية؛ إذ ترتبط أفعال الإنسان بأسباب تجريبية، ممّا يضعف فكرة الاختيار المطلق لكنّه لا ينفي المسؤولية الأخلاقية تمامًا. أمّا سام هاريس، فيتبنّى رؤيةً أكثر حتمية؛ إذ يجادل بأنّ الإرادة الحرّة مجرّد وهم؛ لأنّ القرارات البشرية تحكمها عوامل بيولوجية وعصبية مسبقة، ممّا يحدّ من مسؤولية الفرد في أفعاله. يتقاطع هذا الفهم الفلسفي مع الجدليات الإسلامية والدينية حول القضاء والقدر، إلّا أنّ الاختلاف الجوهري يكمن في الأساس الميتافيزيقي؛ فيعتمد الفكر الإسلامي على ثنائية العدل الإلهي والمسؤولية الأخلاقية، بينما تنطلق الرؤى الحديثة من منظور مادّي بحت. تبقى هذه الإشكالية محورًا للنقاش الفكري المتجدّد، فتتعدّد المقاربات التي تسعى لفهمها وفق معطيات الدين والفلسفة والعلم. وكيف يمكن فهم النصوص الدينية - لا سيّما ماورد من تأصيل علمي وفكري للإمام الرضا ؟ع؟ - المتعلّقة بالقضاء والقدر والجبر والاختيار وفي سياق معطيات العقل ومبادئ العدل الإلهي؟ وهذا كلّه سوف يُطرح ضمن جدليات ومقاربات فكرية قديمة ومعاصرة لمعالجة هذه الإشكالية.
يمكنكم متابعة قراءة المقال هنا
كما يمكنكم الإطلاع على العدد بشكل كامل هنا
شاهد المطلب في رابط التالي:
https://aldaleel-inst.com/article/225