حازم عبدالجبار حسن
الخلاصة
يتناول هذا المقال مقاربةً فلسفيةً بين تصوّري ابن سينا وإيمانويل كانط للعقل وحدوده، من خلال تحليل وظيفته المعرفية وعلاقته بما بعد الطبيعة أو الميتافيزيقا. ينطلق البحث من نظرة أوّلية مفادها أنّ كلا الفيلسوفين يعترف بمكانة العقل في تكوين المعرفة، غير أنّ اختلاف السياق المعرفي يؤدّي إلى تباين جوهري في تحديد قدرته وإمكاناته المعرفية؛ إذ يرى ابن سينا أنّ العقل يمتلك مراتب تصاعديةً تنتهي بالاتّصال بالعقل الفعّال، وهذا ممّا يُتيح له تجاوز عالم الظواهر إلى إدراك المعقولات المفارقة، وتأسيس معرفة ميتافيزيقية يقينية بمعناها العامّ، من المادّة الأولى إلى إثبات واجب الوجود. في المقابل يُخضع كانط العقل البشري إلى شروط معرفية صارمة؛ إذ يحصر قدرته في تنظيم الظواهر الحسّية عبر مقولات قبلية، وينفي عنه إمكانية بلوغ "الشيء في ذاته". تعتمد الدراسة على المنهج العقلي التحليلي، وتخلص إلى أنّ التصوّر السينوي يؤسّس لعقل ميتافيزيقي - وعلاقة انسجام بين العقل وما بعد الطبيعة - قادرٍ على تجاوز المحسوس، في حين يرسّخ كانط مفهومًا نقديًّا للعقل يقيّده بشروط التجربة الممكنة، وهو ما يعيد صياغة العلاقة بين العقل والمعرفة والوجود في كلا النموذجين. تسهم هذه المقارنة في توسيع أفق البحث الإبستمولوجي والفلسفي، وتفتح المجال لإعادة التفكير في إمكانات العقل ومكانة الميتافيزيقا في الفكر المعاصر.
يمكنكم متابعة قراءة المقال هنا
كما يمكنكم الإطلاع على العدد بشكل كامل هنا
شاهد المطلب في رابط التالي:
https://aldaleel-inst.com/article/239