العقل والدين في الفكر العربي المعاصر (عند طه عبدالرحمن)
منصف الحامدي
الخلاصة
لقد شهدت بعض الفترات من تاريخ الإسلام شبه قطيعةٍ بين الفكر الديني وبين العقل، نتج عنها غياب النهج الفلسفي والعقلي عند بعض المدارس الإسلامية، ما أدّى إلى ترك المجال واسعًا وفسيحًا لغلبة الفكر الكلامي ذي النزعة التبريرية، ورغم ظهور ملامح عقلانية جديدة في صورة نزعات الاعتزال الجديد، إلّا أنّها لم تكن كافيةً لرأب الصدع بين العقل والدين في الفكر العربي، وأفضل مثالٍ للاعتزال الجديد هو طه عبد الرحمن؛ باعتباره زاوج ضمن مشروعه بين المنطق وبين اللسانيّات من جهة، وبين التراث وبين الأبحاث الحديثة ضمن دراسة نقدية للتراث مستعينًا بأحدث أدوات النقد العلمي، ورغم تخصّص طه عبد الرحمن في أبحاث فلسفة الدين وكتابته في ثنائية العقل والدين، إلّا أنّ مصطلح "المعرفة الدينية" لا نجد له أيّ أثر من الوجود في كتاباته، وسنحاول في هذا المقال مناقشة آراء طه عبد الرحمن في عملية تحليله لمفهوم العقل ودوره في المعرفة الدينية، ومن أهمّ النتائج التي توصّلنا إليها هي أنّ طه عبد الرحمن يركّز في إطار الممارسة العملية للعقل ومساحته، لا على الحدود النظرية والذاتية للعقل المجرّد، أي أنّ جميع ما ذكره يرد على المفكّر لا على التفكير، ويرد على العاقل وعلى عملية التعقّل لا على العقل نفسه، والفرق بينهما شاسع.
يمكنكم متابعة قراءة المقال هنا
كما يمكنكم الإطلاع على العدد بشكل كامل هنا