الإنسان الكامل من منظور الفلسفة الإسلامية
حسين حمودة
محمد مهدي كرجيان
الخلاصة
إنّ بحث الكمال والإنسان الكامل يعدّ من المباحث المهمّة التي اهتمّت بها الفلسفة الإسلامية، ولم تبق الفلسفة الإسلامية بعيدةً عن هذا الموضوع؛ باعتباره من المواضيع الدينية الداخلية، بل أعطته طابعًا جديدًا ومختلفًا ينسجم مع أهدافها وأسسها. ومن بين الفلاسفة المسلمين الذين اهتمّوا بهذا الموضوع الشيخ الرئيس وأيضًا صدر الدين الشيرازي، وسنحاول عن طريق المنهج التحليلي العقلي أن نعالج رأي كل من هذين العلمين. ويذهب الشيخ الرئيس إلى أنّ الكامل هو من كملت فيه قوّته النظرية بأن يحصل لها العقل المستفاد وقوّته العمليّة بأن تحصل لها العدالة، ومن تحقّق إضافة إلى هذا بالخاصّية النبوية فهو يكون أكمل إنسان على الإطلاق. ويرى أنّ الإنسان الكامل ذو مراتب، أولى مراتبه هو أن تكتمل فيه القوّة العملية والنظرية. ولكن هذا ليس آخر المطاف، بل من تحقّق بالخاصّية النبوية يكون أشرف وأكمل، وهو الأحقّ بقيادة المدينة الفاضلة. أمّا عند صدر المتألّهين فالإنسان الكامل هو من وصل إلى الفعلية في جميع مراتب النفس، وهي الحسّ والخيال والعقل، وهذا الجمع بين الفعليّات الثلاث لا يتحقّق إلّا عند الأنبياء والمعصومين . ويرى أنّ الإنسان الكامل هو السبب في إيجاد العالم علويّه وسفليّه، وبه أيضًا يرجع كلّ إنسان إلى بارئه وخالقه، أي بمعرفته يتحقّق الكمال لبني آدم وتشتدّ مرتبتهم الوجودية. وعليه سواء عند الشيخ الرئيس أو عند صدر المتألهين بلوغ المدينة إلى مبتغاها وهدفها لا يكون إلّا بحضور الإنسان الكامل نبي أو معصوم.
يمكنكم متابعة قراءة المقال هنا
كما يمكنكم الإطلاع على العدد بشكل كامل هنا