برهان التلازم وبعض تطبيقاته في الاستدلال العقديّ
د. سعد الغري
الخلاصة
لقد خُصّ الإنسان بنعمة العقل الّذي يمكّنه من الوصول إلى المعارف الحقّة؛ لتحصيل الكمالات الّتي في ضوئها يرتقي الإنسان. وهذه المعارف تتمايز في درجة التصديق بها، فمرّةً يتمّ التصديق بها مع احتمال الطرف المرجوح، وأخرى مع عدم احتماله، والأخير هو القطع، وهو الّذي على أساسه تشكّل الأسس المعرفيّة لبنةً لبقيّة الاعتقادات.
إنّ الاعتقادات الإنسانيّة الّتي تحصل في النفس وليدة مقدّماتٍ تختلف من شخصٍ لآخر تبعًا لثقافته والموادّ المستخدمة في قضاياها، وعن طريقها يحصل على رؤًى كونيّةٍ تتناسب مع قوّة المقدّمات، ودرجة استحكامها في النفس، والنتيجة المتوخّاة منها، وبالتالي تكون قاعدةً يرتكز عليها الشخص في سلوكه العمليّ.
ومن أهمّ ما له دورٌ في بناء المنظومة المعرفيّة لحياة الإنسان هو العقيدة عمومًا، وعقيدة التوحيد خصوصًا، فهي الّتي ترسم خريطة سيره وسلوكه، وفي ضوئها تكون رؤيته الكونيّة، ولأهمّيّتها الفائقة لا بدّ أن تُطلب على نحوٍ يورث القطع واليقين بالمعنى الأخصّ.
في هذا المقال حاولنا الإشارة إلى لمسألةٍ عبر بيان تعريف الدليل وأنواعه، وأيّ منها يحصّل القطع واليقين بالمعنى الأخصّ، وكذلك أجبنا عن تساؤلٍ مهمٍّ، وهو لماذا نقتصر في العقيدة على اليقين بالمعنى الأخصّ؟ وما هو الطريق الموصل إليه وما هي أقسامه؟ ثمّ أشرنا إلى المفيد من هذه الأقسام في إثبات الواجب، وفي ضوئه ظهرت لنا أهمّيّة برهان التلازم الاستدلاليّة، وكيف يعيننا في إثبات العقائد، وما هي الأصول الّتي ينفعنا في إثباتها، كلّ ذلك عن طريق استخدام الأسلوب المنطقيّ البرهانيّ مع ذكر كلماتٍ للحكماء والمناطقة عند الحاجة، وتوصّلنا إلى الأهمّيّة الكبرى لبرهان شبيه اللم (برهان الملازمات) وانحصاره في تحصيل اليقين بالمعنى الأخصّ في إثبات الواجب - تعالى - وبعض صفاته الجلاليّة، أمّا كيف؟ فهذا ما سنبيّنه في السطور القادمة.
المفردات الدلاليّة: البرهان، برهان التلازم، برهان اللم، اليقين، الاستدلال العَقَديّ.
يمكنكم متابعة قراءة المقال هنا
كما يمكنكم الإطلاع على العدد بشكل كامل هنا