احتياج الإنسان إلى الدين الإلهي في الرؤية العملية (الأيديولوجية)
فلاح سبتي
الخلاصة
التعرّف على حاجة الإنسان إلى الدين الإلهي في مختلف جوانب الحياة هي من الأمور الضرورية لأيّ إنسان طالب للكمال، خصوصًا في عصرنا الحاضر الذي جرى فيه إقصاء الدين عن الحياة من قبل بعض الاتّجاهات الفكرية والأنظمة السياسية التي رسمت صورةً غير واقعية عن الدين، ووصفت التديّن بالتخلّف والتقليد الأعمى والابتعاد عن العقلانية.
إنّ أحد الأبعاد المعرفية المهمّة والمؤثّرة في تحديد سلوك الإنسان هي رؤيته العملية التي تعكس ما ينبغي فعله وما ينبغي تركه في سلوكه واختياراته. هذه الرؤية التي تسمّى "الأيديولوجيا" في الاصطلاح الحديث تشكّل منطلقًا للإنسان في تحديد اختياراته عند السلوك والعمل، وتصلح أن تكون مبرّرًا لطبيعة السلوك الذي ينتهجه كلّ إنسان في حياته؛ ولذلك من الضروري معرفة كيفية تكوينها والعوامل المؤثّرة في مطابقتها لطبيعة الإنسان؛ من أجل وصوله إلى كماله الحقيقي. من هنا حاولنا في هذا البحث بمنهج توصيفي وتحليلي أن نبيّن حاجة الإنسان إلى الدين في بناء رؤيته العملية، وذلك من خلال بيان دور الدين في العوامل الثلاثة التي تؤدّي إلى التكامل العملي للإنسان، والتي هي العامل التنظيري والعامل التطبيقي والعامل التهذيبي.