بواعث البحث عن الرؤية الوجودية الإلهية.. دراسة تحليلية
كمال مسعود ذبيح
الخلاصة
إنّ المراد من كلمة "البواعث" في عنوان المقال هو ما يحرّك الإنسان - بما يمتلك من فعل اختياري وغاية توجب اتّصاف فعله بالحكمة والخروج عن العبثية - نحو تأسيس رؤية وجودية إلهية، تحكي عن البعد العقدي، وتقع في طريق استنباط الرؤية الأيديولوجية. وعليه دراسة بواعث البحث عن الرؤية الوجودية الإلهية تعتني بالمحركات البحثية التي يدرك العقل من خلالها وجوب بناء رؤية اعتقادية، بحيث يبقى كلّ من البعد الاختياري والبعد الغائي محفوظًا ضمن تلك الباعثية والمحرّكية، على نحو لا يمكن التفكيك بين البواعث بالمعنى المذكور والهدفية التي تقوم على أساسها جميع أفعال الإنسان بما فيها البعث والتحريك نحو الرؤية الوجودية الإلهية من جهة، ومن جهة أخرى وضع حدّ للخلط بين نحوين من البواعث. الأوّل: البواعث البحثية، والثاني: البواعث التصديقية، لنستكشف عندها الآثار السلبية على عدم التمييز بينهما، والتي ساقت إلى مجموعة من الفرضيات، كفرضية الخوف والجهل وغيرهما واعتبارهما من المحرّكات البحثية نحو تأسيس الرؤية الوجودية الإلهية، وهي أبعد من أن تكون كذلك. اتّبعت في هذا المقال منهج التحليل العقلي والنقدي في استعراض الآراء والنظريات في سياق الحديث عن دوافع تأسيس الرؤية الوجودية الإلهية.