العلمانية وعلاقة الدين بالمجتمع
زهراء السالم
الخلاصة
إنّ ما يهدف إليه المقال هو بحث وتحليل للعلاقة بين الدين والمجتمع، وكيف تعاملت العلمانية مع الدين؛ كونه يعدّ ظاهرةً مترسّخةًً في المجتمعات البشرية؛ لذا سوف نشير إلى المباني والعناصر المهمّة للعلمانية التي تخصّ هذا الموضوع، ثمّ نتطرّق إلى البحث في تطبيق العلمانية على المجتمعات الإسلامية. وقد اعتمدنا طريقة التوصيف والتحليل التي ساقتنا نحو نتائج البحث إلى أنّ العلمانية - وإن كانت وليدة الفكر المسيحي المحدود الذي عجز عن إجابة احتياجات العصر الجديد ومتطلّباته ، ومع اختلافها مع خصائص دين الإسلام - حظيت باستقبالٍ من قبل بعض المجتمعات الإسلامية. وقد رسمت هذه المجتمعات سبيلًا واتّجاهًا لبيان العلاقة بين الدين والإنسان، احتُضنت من خلاله العلمانية بنوعٍ خاصّ، واستطاعت أن تبني سلطاتها وحكومتها على صرح هذا الفكر الذي يدعو إلى تحجيم دور الدين في الساحة الاجتماعية، واعتباره أمرًا فرديًّا خاصًّا، وحذف قضاياه من نظام الحكومة السياسية أو حصرها وتقييدها.
إنّ البحث في العلمانية من جهة تعاملها مع العلاقة المترسخة بين الدين والسياسة، وتقييم أنواع تطبيق العلمانية في المجتمعات الاسلامية فسح المجال لتحليل هذا الفكر ونقده من هذه الجهة، سواء في الجانب النظري أو العملي.