النسبية التفسيرية بين الهرمنيوطيقا الفلسفية والتفسير الموضوعي.. غادامير والصدر نموذجًا
عبد العزيز الصوافي
الخلاصة
تناولت هذه المقالة بحث النسبية التفسيرية في تفسير القرآن الكريم، من جهة نقاط التوافق والاختلاف فيها لدى كلٍّ من الهرمنيوطيقا الفلسفية عند غادامير والتفسير الموضوعي عند الصدر. والهدف من ذلك الإجابة على سؤال جوهري مفاده: ما طبيعة النسبية التفسيرية المقبولة لديهما؟ وما مستواها؟ والإجابة على هذا السؤال تطلب اعتماد المنهج الوصفي في تعريف کلٍّ من النسبية التفسيرية والهرمنيوطيقا الفلسفية عند غادامير. والتفسير الموضوعي عند الصدر، وتوظيف المنهج التحليلي النقدي في تحليل المباني التي قام عليها کلا الأسلوبين في تفسير القرآن لمعرفة طبيعة ومستويات النسبية التفسيرية الناشئة عنهما. وقد تم التوصّل إلى أنّ النسبية التفسيرية الناشئة عن توظيف الهرمنيوطيقا الفلسفية هي نسبية تفسيرية مطلقة وحقيقية؛ ولذا لا يمكن قبولها؛ لأنّها تعني أنّ القرآن هو نتاج ثقافي يناسب عصره، وهذا ما يقود إلى نفي خلود الدين الإسلامي وقيموميته على غيره. بينما النسبية التفسيرية الناشئة عن أسلوب التفسير الموضوعي عند الصدر هي نسبية تفسيرية مقيدة، ناشئة عن طبيعة فهم القرآن باعتباره کلامًا متعاليًا والغرض منه هداية الإنسان؛ ولذا يمكن قبولها في تفسير القرآن.