فلسفة العقل بين النظرة المادية والمعنوية ... قراءة في المعطيات
د. حازم عبدالجبار
الخلاصة
تعدّ مسألة العقل وحالاته من المسائل المهمّة التي تتناولها أقلام المفكّرين سلبًا وإيجابًا، إذ تدور رحى المشكلة حقيقة العقل وحالاته، فهل هي أمور مادّية ترجع إلى الدماغ، أم العقل كيان وراء المادّة ومتغيّراتها؟ ومن هنا نسلّط الضوء على أهمّ ثلاث نظريات تجيب عن هذه الاستفسارات وغيرها، إذ نتناولها بالتحليل والنقد، بدءًا من النظرية الثنائية المقترنة باسم رينيه ديكارت، وهي من النظريات العقلية التي ترى للإنسان بُعدًا آخر غير البدن المادّي، ثمّ ننتقل إلى أهمّ النظريات المادّية السلوكية والإقصائية التي تحجّم حقيقة الإنسان وتحصرها بالبدن، إذ فسّرت السلوكية التحليلية العقل وحالاته بأنّها أنماط للسلوك الشخصي، وما يسمّى عنه بـ “العقل” ليس شيئًا ذا كيان مستقلّ عن البدن، بقدر ما هو مجموعة من الاستعدادات للسلوك إذا ما توفّرت الظروف المناسبة. وأمّا الإقصائية فقد فسّرت الأمر، من خلال إرجاع العقل وحالاته إلى النشاط العصبي. وهذه النظريات لا تخلو من إشكالات من هنا وهناك، وبالخصوص النظرة المادّية؛ فكما أنّها تخالف بدهيات العقل فإنّها تصطدم ببعض الأبحاث العلمية التجريبية.