دراسة وتحليل لإمكانية الفهم اليقيني في صدق القضايا الدينية
محمدباقر سعيدي روشن
حسين رضايي
الخلاصة
يتكوّن الدين من أبعاد عديدة كالعقائد، والقيم، والأوامر، وهي أمور واقعية يمكن للإنسان التعرّف عليها. وكما أنّ مباني الواقعية الدينية وشواهدها ونماذجها أمورٌ مشخّصة، فكذلك الحال في قيم الدين الأساسية يمكن إحراز صدقها بالقياس البرهاني، ويمكن تحصيل اليقين بها عن طريق "العقل". إنّ ملاك صدق الإلزامات التشريعية من قبيل الصلاة والصوم هو استنادها إلى الأصول العقدية. كما يمكن إرجاع فلسفة الأوامر السلوكية الدينية إلى القضايا الدينية الأساسية، وأفعال الإنسان الموحِّد ترجع جذورها إلى الحقائق القائمة على الاستدلال العقلي، وأمّا الأوامر القيمية والسلوكية وإن جاءت في إطار جُمل إنشائية، لكنّها بحسب التحليل الصحيح هي قائمة على مصالح نفس أمرية، وترجع إلى الحقائق الواقعية. وأمّا جزئيات الأمور التعبّدية الدينية وتفاصيلها ممّا تمّ بيانها بواسطة نقل السنّة أو ظواهر الكتاب المفيدة للدلالة الظنّية، فإنّها تُنتج ظهورًا معتبرًا وتؤدّي إلى حجّية عقلائية، وإلى القطع الأصولي أو الظنّ النوعي، وتوجِب الاطمئنان الجزمي، وهو ما يعادل اليقين العرفي. وعلى أساس المعيار المذكور فإنّ منهج التحقيق في القضايا الدينية وإثبات صدقها يكون بحسب نوع القضية، وبهدف تبيين إمكان الفهم اليقيني الناشئ عن صدق القضايا الدينية، ويُثمر هذا ردًّا تحليليًّا على نظرية الشكوكية والغموض الديني التي تدّعي عدم إمكان تحقّق الفهم اليقيني للدين، كما هو ردٌّ على النسبيين الذين يدّعون تأثر العلم بالفروض القبلية.