محورية المفسّر بين التفسير المشهور والهرمنيوطيقا الفلسفية
محمد حسن الحمادي
الخلاصة
من المسائل المهمّة التي انتشرت بين الأوساط العلمية بصورة عامّة والدينية بصورة خاصّة مسألة قراءة النصّ، والطريقة الصحيحة للتعامل معه، فهناك قراءة مشهورة تعتمد بصورة أساسية على الظواهر في فهم النصوص للوصول إلى مراد المتكلّم؛ لأنّ غاية ما تريد الوصول إليه هو مراد المتكلّم، كما أنّ هناك قراءةً هرمنيوطيقيةً فلسفيةً لها رأي آخر في هذه المسألة؛ إذ إنّها تعتمد على محورية المفسّر، فهي لا تريد الوصول إلى مراد المتكلّم، بل إنّ هدفها هو القراءة المعتمدة على ما يتوصّل إليه قارئ النصّ معتمدًا على قبلياته وثقافته، فالقارئ هو المنشئ لنصٍّ جديد يمكن لقارئه أن يصل إلى نتيجة ثالثة، وهكذا تتكثّر القراءات إلى ما لا نهاية. وهذا البحث هو دراسة في محورية المفسّر في كلا التفسيرين وأسس تلك المحورية. واعتمدنا في هذا البحث على المنهجين التحليلي والنقدي للوصول إلى القراءة الصحيحة للنصّ القرآني؛ باعتبار أنّ بعض الباحثين المسلمين قد تأثّروا بالهرمنيوطيقا الفلسفية وأجروها على القرآن الكريم؛ لذلك بيّن الباحث خطأ هذه النظرية من خلال المباني المعتمدة والمستدلّ عليها للوصول لمراد المتكلّم، وهذا يخالف طريقة أصحاب الهرمنيوطيقا الفلسفية.