مسارات الدليل الانطولوجي بين النقد والتقويم .. كانط نموذجًا
د. حازم عبد الجبار حسن
الخلاصة
من المسائل التي كثر اللغط حولها مسألة الدليل الأنطولوجي، وهو من الأدلة العقلية على إثبات الوجود الألهي، فكانت له مسارات متعدّدة، وصيغ مختلفة، وآراء متهافتة حوله؛ وذلك لأنّ الدليل يعدّ من الأدلّة القبلية التي يكون محورها مفهوم الكائن الأعظم أو الأسمى أو ما يعادلهما؛ ليستنتج بعد ذلك الوجود الواقعي للإله، من دون الرجوع للخارج والاستعانة بالواقعيات العينية والموجودات الطبيعية، وبالتالي يكون الدليل الأنطولوجي من الأدلّة المتقدّمة على التجربة. ولأهمّية الأمر وارتباطه بالجانب العقدي؛ جاء هذا المقال ليسلّط الضوء عليه، ويقف عند أهمّ صيغ الدليل التي خطّها المفكّرون، ثمّ ينتقل إلى القيمة المنطقية لأهمّ الإشكالات التي أوردت عليه من قبل إيمانويل كانط، ويناقشها مناقشةً تحليليةً موضوعيةً تخضع للأسس العقلية البرهانية. بالإضافة إلى بيان أنّ الدليل الأنطولوجي شرط لغيره من الأدلّة العقلية على إثبات الوجود الإلهي من عدمه، أفإذا انتفى تنتفي الأدلّة الأخرى في هذا السياق، أم لا؟