قراءة نقدية في الفلسفة الوجودية الإلحادية
د. فرقان عبد الامام
الخلاصة
الفلسفة الوجودية من الفلسفات المهمّة في العالم؛ إذ انتشرت بشكل واسع وكبير في كلّ أرجاء المعمورة، ويعود فضل انتشارها إلى جان بول سارتر الذي صنّف مصنّفاتٍ كثيرةً في الفلسفة الوجودية، ومن أهمّ عوامل انتشارها مزامنتها الحرب العالمية الثانية؛ إذ كان الناس في أمسّ الحاجة إلى خطابات تمسّ واقعهم، فتكلّم الفلاسفة الوجوديون عن الذنب والموت والضمير والحرّية؛ لذلك توجّه لها الناس، والعامل الآخر هو معارضتها للفلسفة الماهوية التي تتكلّم عن الماهيات المجرّدة، وأنّ الإنسان ماهيته سابقة على وجوده، وأنّ الخالق خلقها، وأنّ هذا يلزم منه الجبر وعدم الاختيار للإنسان؛ لذلك حاول سارتر من خلال الفلسفة الظاهراتية والمنهج القصدي أن يثبت أنّ الوجود سابق على الماهية، وأنّ الوجود ينقسم إلى وجود في ذاته (الأشياء الخارجية)، ووجود لذاته الذي هو (الوعي) - وأنّ للوعي موضوعًا يقصده، وأنّه منفتح على الخارج - وإلى وجود لغيره، وأنّ هذا الغير يقوم بتقييد حرّية الإنسان. ثمّ تكلّم عن الوعي بأنّه يحتوي بداخله على قابلية النفي وقبول الضدّ المقابل، وهذا هو العدم الواقع في قلب الوجود، وهذه هي الحرّية التي يتمتّع بها الوعي؛ لذلك انطلق من هذه الفلسفة إلى نقض الإله من خلال هذه الحرّية، وأنّ وجود الاله يوقفها ولا يجعل الإنسان حرًّا، ومن خلال عدّة براهين أهمّها أنّ فكرة الإله تحمل في داخلها التناقض؛ إذ إنّ الإله هو وجود في نفسه وهو وجود لنفسه والجمع بينهما محال، ولكن حاولنا نقد هذا كلّه وعدم قبوله.