وهمية الصراع بين العلم والدين في الفكرين الإسلامي والغربي.. دراسة مقارنة
د. نجف عرفاني
الخلاصة
إنّ جدليّة العلاقة بين العلم والدين تعدّ من الجدليّات الفكريّة المعقّدة، التي شغلت حيّزًا كبيرًا من اهتمام المفكّرين وعلماء الدين على الدوام، وكان السبب في ذلك الكنيسة الأوروبّية التي جعلت الدين بديلًا عن العلم، وذلك عندما حاربت العلم والعلماء، وأحدثت توتّرًا متواصلًا بين العلماء والفلاسفة قديمًا وحديثًا، فمنهم من يصف العلاقة بين العلم والدين بأنّها نوع من الصراع، ومنهم من يصفها بأنّها نوع من الانسجام، إلّا أنّ المسار مع مجيء الإسلام أخذ يتّجه نحو مسار أقلّ توترًا وأكثر استقرارًا؛ إذ إنّه ينظر إليهما نظرةً إيجابيةً؛ لأنّ الإسلام دينٌ يدعو إلى العلم، وهذا ما نشاهده في كثير من الآيات القرآنية التي تؤيّد هذه العلاقة التكاملية المبنيّة على مبادئ المعرفة والتفاعل والتواصل واحترام التخصّصات، وهذا ما يسعى إليه هذا المقال، وذلك من خلال معالجة إحدى الإشكاليات المهمّة في مجال العلاقة بين العلم والدين، وهي التعارض الذي يبدو بينهما، مع بيان مفهوم كلّ واحد منهما ومنهجيتهما على حدةٍ، والنماذج التطبيقية لهما، والمقارنة بينهما وفق المنهج الوصفي في استعراض النظريات وتطبيقاتها، والمنهج التحليلي في التقييم والنقد، مستخدمًا الأدلّة والبراهين على أنّ العلم والدين يتعاضدان ويتعاملان في تكميل بعضهما، وكلّ منهما يكشف عن بُعدٍ من أبعاد العالم، معتمدين على عرض أهمّ الرؤى الغربية التي عنت بمعالجة إشكالية العلاقة، ومن ثمّ مقارنتها مع الآراء والنظريات المطروحة في الأوساط الفكرية والدينية الإسلامية.