المنهج التجريبيّ وفكرة الإله.. الفيزياء نموذجًا
محمد آل علي
الخلاصة
من الملاحظ أنّ المنهج التجريبيّ المتبنّي للإلحاد ليس من شأن تجربته من جهةٍ معرفيّةٍ مناقشة أو معارضة الأدلّة العقليّة والفلسفيّة والفطريّة الّتي اعتمدتها الاتّجاهات العقليّة والفلسفيّة؛ إذ إنّ دائرة حجّيّة التجربة محدودةٌ بالأمور المحسوسة، فلها إثبات قانونٍ ما متعلّقٍ بأمرٍ حسّيٍّ، وليس لها إثبات ما هو خارج عن دائرة الأمور المحسوسة أو نفيه؛ ولذا ومن باب هذا العجز التكوينيّ للتجربة حاول علماء الفيزياء التجريبيّون - بما هو خارجٌ عن مقدور معرفتهم - مناقشة تلك الأصول العقليّة والفلسفيّة أو معارضتها وإسقاطها؛ كي يتسنّى لهم بعد نقضها متابعة طريقتهم التجريبيّة لتفسير كيفيّة نشوء العالم، محاولين استعاضة فكرة وجود خالقٍ للعالم بفكرة التولّد الذاتيّ له؛ فلذا نستطيع القول إنّ بناء نظريّتهم متقوّمٌ بعاملين:
أ ـ عامل النقض على الأصول العقليّة والفلسفيّة المبتنية عليها أدلّة التوحيد.
ب ـ عامل التفسير الطبيعيّ لكيفيّة تولّد العالم ونشوئه.
وطريقتنا في المقال تعتمد على:
1 ـ بيان أهمّ المصطلحات المستخدمة في كلماتهم، والّتي قد يكون لها أثرٌ في الوقوع في الغلط.
2 ـ بيان أهمّ المباني والمرتكزات الفكريّة في أقوال التجريبيّن المشكّكين بأصول المباني التوحيديّة، مستشهدين على وجودها من كتبهم ومقالاتهم وما وصل إلينا من آثارهم.
3 ـ تحليل هذه المباني وعرضها على الميزان المنطقيّ الصحيح، بل أكثرها لا تحتاج لأكثر من الأحكام ضروريّة الصدق.
4 ـ بيان مقدار الخطإ في ملازمات مبانيهم.
وأمّا ما يتعلّق بالعامل الثاني - التفسير الطبيعي لكيفيّة تولّد العالم ونشوئه - فهو من الأمور التجريبيّة والحسّيّة، ولا يحقّ لنا معارضتها إلّا بأمرٍ تجريبيٍّ حسّيٍّ، وأيًّا ما كانت نتيجته عندهم فلا نراها معارضةً لفكرة وجود الإله بحسب حاكميّة الأدلّة العقليّة، وهذا ما سيتّضح في طيّات البحث في المقال.
يمكنكم متابعة قراءة المقال هنا
كما يمكنكم الإطلاع على العدد بشكل كامل هنا