نفي عِلَل ما وراءَ الطبيعة في نظريّة دوكينز.. دراسةٌ نقديّة
د. فخرالدين الطباطبائي
الخلاصة
مضى حوالي قرن ونصف القرن على طرح داروين نظريَّته الشهيرة، ورُبَّما لم يكن لأحدٍ أن يتصوّر - حتى داروين نفسه- أن تتركَ نظريّته هذه كلَّ هذا التأثير في مختلف مجالات المعارف الإنسانيّة، وأن تتحوّل إلى بحث واسعٍ في مختلف الفروع، ومنها فلسفة الدِّين والإلهيّات. فمع أنّ نظريّة التطوّر قد لا تكون نظريّة إلحاديّة بنفسها إلاّ أنّها أصبحت شمّاعةً لكثيرٍ من الملحِدين والشكّاكين لإنكار وجود الله، وماوراء الطبيعة، ومن هؤلاء الملحدين «ريتشارد دوکینز» الذي استطاع من خلال تحديث نظريّة التطوّر أن يُصبح أكثر المُنكرٍين لوجود الله في العالم يُرجع إليه في هذا المضمار، وقد اتّسع نطاق آراء هذا الملحِد ؛لتصل البلدان الإسلاميّة أيضًا. لابدّ أن يكون الاختلاف الأساسي بين الفلاسفة والعلمانيين مثل دوكینز هو في فهم «قاعدة العِلّية»، فدوكینز مع أنّه لم يهتمّ بهذه القاعدة مثل الفلاسفة، ولكنَّ نهج هذا الأحيائي في تفسير العالم التطوّري يبيّن أنّ تلقّيه لهذه القاعدة هو مادّي بالكامل، ولا يعتقد إلاّ بالعِلَل التي يطلق عليها الفلاسفة «العِلّة المادّيّة» و«العِلّة الإعداديّة»، أمّا الفلاسفة المسلمون فيعتبرون هذه النظرة غير صائبة، ويعتقدون أنّ العِلّة المادّيّة ما هي إلاّ أحدى العِلل الحقيقيّة الأربعة –العِلّة الفاعليّة، الصوريّة، الغائيّة والمادّيّة- في عالم الطبيعة.
الكلمات المفتاحيّة: الداروينيّة الجديدة؛ الإلحاد؛ ريتشارد دوکینز؛ قاعدة العِلّيّة؛ النظام الطولي.
يمكنكم متابعة قراءة المقال هنا
كما يمكنكم الإطلاع على العدد بشكل كامل هنا