السيّد رشيد الحسيني: الشباب الأكاديميّ بحاجةٍ إلى مزيدٍ من العناية الفكريّة والاهتمام بشؤونهم
الخميس - ۲۸ تمّوز ۲۰۱۸
دعا السيّد رشيد الحسيني أحد أساتذة الحوزة العلميّة بالنجف الأشرف إلى مزيدٍ من العناية الفكريّة بشبابنا الأكاديميّ؛ لحاجتهم الضروريّة لذلك، وأكّد على ضرورة الاهتمام بشؤونهم وإعطائهم أولويّةً أكثر؛ لأنّهم عماد المستقبل وقادة المجتمع.
وقد أشار إلى أنّ حالات الإلحاد الّتي تظهر بين بعض شبابنا "ليست ناشئةً من تبنّي فكرٍ معيّنٍ، وإنّما هي نتيجة ردود فعلٍ وانفعالاتٍ تجاه سلوكيّاتٍ معيّنةٍ"، جاء ذلك خلال زيارة سماحته إلى مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة واجتماعه برئيسيها سماحة الشيخ صالح الوائلي.
ورحّب الشيخ الوائلي في بداية اللقاء بزيارة السيّد رشيد الحسيني، منوّهًا إلى أنّ "زيارة سماحته خطوةٌ مباركةٌ تهدف إلى تعزيز التواصل والتنسيق بين المؤسّسة والشخصيّات الدينيّة والثقافيّة على الساحة العراقيّة".
وتحدّث رئيس مؤسّسة الدليل عن نشاطات المؤسّسة والشعب الموجودة فيها، منوّهًا إلى أنّ "السبب الّذي دفعنا إلى التركيز على مواجهة ظاهرة الإلحاد بناءً على ما توفّر لدينا من تقارير تشير إلى وجود هذه الظاهرة الّتي ما كان لها وجودٌ لولا غياب التربية الفكريّة والإهمال الّذي أنتج فراغًا ثقافيًّا لدى شبابنا؛ الأمر الّذي سنح بفرصةٍ للمشاريع المشبوهة بأن تعمل وتؤثّر في رسم خريطة مجتمعنا الثقافيّة.
ولفت الشيخ الوائلي النظر إلى الدور التخريبيّ لوسائل التواصل الاجتماعيّ الّتي أصبحت ضاغطةً على الشباب، وقال: "إنّ الخرق الثقافيّ والأخلاقيّ جاء بسبب الإنترنت المفتوح وعدم وجود الرقابة الحكوميّة".
مضيفًا أنّ "الشريعة الإسلاميّة تبقى هي الرقيب والمقيّد للإنسان، لكنّ البعض يحاول الهروب من القيود الدينيّة، فيظهر تبنيه للإلحاد أو يتّجه إلى اللادينيّة". ودعا رئيس المؤسّسة إلى بذل الجهود الحثيثة في تنمية الجانب الفكريّ للشباب، بعيدًا عن فرض رؤيةٍ معيّنةٍ، مبيّنًا أنّ المنهج المتّبع في المدارس الأكاديميّة هو "منهجٌ حسّيٌّ تجريبيٌّ، وهذا منهجٌ مهيمنٌ على الطالب من المرحلة الابتدائيّة وحتّى الجامعة، وبالتالي فإنّه يؤثّر على طريقة تفكير الطالب وقناعاته وطبيعة تعاطيه مع القضايا الفكريّة".
وتحدّث سماحته عن علاقة الطالب العراقيّ بالتربية الإسلاميّة، وقال إنّه "التقى بمجموعةٍ من مشرفي التربية الإسلاميّة، وأكّدوا أنّ هذه العلاقة تتراجع كلّما تقدّم الطالب بمراحله الدراسيّة؛ بسبب نموّ ذهنيّة الطالب وفق المنهج الحسّيّ، وغياب المنهج التعليميّ السليم في التربية الإسلاميّة؛ فيجد الطالب نفسه أمام كمٍّ من المصادرات غير الممنهجة".
وفي ختام اللقاء قدّم الشيخ الوائلي بعض إصدارات المؤسّسة، من جانبه شكر السيد رشيد الحسيني مؤسّسة الدليل بكادرها على الحفاوة الّتي استقبل فيها، وأبدى استعدادًا كاملًا للتعاون في مجال نشر الفكر السليم والعقيدة الحقّة.
مجلّةٌ فصليّةٌ فكريّةٌ تعنى بالدراسات والبحوث العقديّة تصدر عن مؤسّسة الدليل التابعة للعتبة الحسينيّة المقدّسة
تعليقات الزوار