الشيخ الوائلي لنخبةٍ من أساتذة الجامعات: التركيز على المنهج الحسّيّ التجريبيّ جعل أجيالنا تعيش ازدواجيّةٍ معرفيّةٍ
حذّر رئيس مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة الشيخ صالح الوائلي من خطورة استمرار هيمنة المنهج الحسّيّ التجريبيّ على الأجيال في مختلف الأعمار الدراسيّة، وبالرغم من أهمّيّة هذا المنهج في حياتنا، بيد أنّ التركيز عليه جعل أجيالنا تعيش في حال ازدواجيّةٍ معرفيّةٍ.
وقال الشيخ الوائلي في كلمةٍ له مساء الأربعاء الأول من آب ۲۰۱۸ خلال حفل اختتام الدورة الّتي أقامتها شعبة التعليم في مؤسّسة الدليل لنخبةٍ من أساتذة الجامعات العراقيّة: "إنّ إهمال التربية الفكريّة وغياب المنهج العقليّ هو السبب وراء جعل الطالب الأكاديميّ يعيش حالة تناقضٍ وازدواجيّةٍ؛ لأنّه تعلّم على منهجٍ حسّيٍّ تجريبيٍّ، جعله يبني رؤيته المعرفيّة تبعًا لهذا المنهج الّذي يعتمده أثناء دراسته من الابتدائيّة وحتّى الجامعة".
ونبّه الشيخ الوائلي إلى أنّ مؤسّسة الدليل شخّصت الخطأ في الأساليب المتّبعة لتربية الطلّاب الأكاديميّين، داعيًا إلى تربية الطلّاب تريبةً عقليّةً مع التربية السلوكيّة؛ لكي يستطيع الطالب أن يفهم المعاني الأخرى خارج المنهج الحسّيّ.
وتابع أنّ "المنهج الحسّيّ المهيمن على المدارس الأكاديميّة جعل الطالب يعيش في ازدواجيّةٍ، فإمّا يصبح ملحدًا لا دينيًّا أو دينيًّا متطرّفًا؛ وذلك بسبب عدم الانسجام بين المسائل الدينيّة والمنهج الحسّيّ"، لافتًا إلى أنّ "المؤسّسة ترى أنّ تغيير ذلك ممكنٌ بالاعتماد على منهجٍ خاصٍّ بالتربية الفكريّة يحترم جميع الأدوات المعرفيّة تحت سلطة العقل، وهذا ما عملت عليه المؤسّسة".
ندوةٌ على هامش الاختتاميّة تحت عنوان "الهويّة الثقافيّة وتحدّيات تكنولوجيا المعلومات"
وفي سياقٍ متّصلٍ أقيمت ندوةٌ فكريّةٌ على هامش حفل الاختتام، سلّط فيها المحاضر أ. م. جعفر التميمي الأستاذ المساعد في جامعة ديالى الضوءَ على الحرب الناعمة، وخطورة هذه الحرب.
وقال الأستاذ الدكتور جعفر التميمي في الندوة الّتي أقيمت بعنوان "الهوية الثقافيّة وتحدّيات تكنولوجيا المعلومات": "إنّ شباب الأمّتين العربيّة والإسلاميّة يتعرّضون اليوم إلى أخطارٍ مباشرةٍ وغير مباشرةٍ، ولعلّ أبرز خطرٍ أنّ شبابنا يعاني اليوم من وقت فراغٍ كبيرٍ، وهم لا يعرفون كيف يقضونه بشكلٍ صحيحٍ".
وأشار الأستاذ إلى أهمّيّة تقنين الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات وأدواتها وأجهزتها، مضيفًا أنّه "في ظلّ هذه التكنولوجيا المتعدّدة الاستخدام يقضي الشباب وقتًا طويلًا أمام الفضائيّات وشبكة الإنترنت لملء وقت الفراغ، ومن دون رصانةٍ فكريّةٍ يضيع الشابّ في دوامّة هذا العالم الافتراضيّ الواسع".
وأثنى على الدور الّذي تضطلع به مؤسّسة الدليل في الاهتمام بجيل الشباب، منوّهًا إلى أنّ "شبابنا العربيّ والإسلاميّ بحاجةٍ إلى غذاءٍ فكريٍّ".
وتابع الأستاذ الدكتور جعفر التميمي بالقول: "إنّ مؤسّسة الدليل استشعرت خطر التحدّيات الّتي يواجهها الشباب في العراق، وقدّمت حلولًا عبر إقامة هذه الدورات والندوات الفكريّة؛ لأنّ شبابنا باتوا يعيشون حالةً من الغربة في أوطانهم؛ نتيجة تأثير التكنولوجيا عليهم".
وانتقد السياسة الّتي يعتمدها الإعلام العربيّ في توعية المجتمعات، واصفًا هذا الإعلام بأنّه "فاقدٌ للمنهجيّة الرصينة، وفاقدٌ للمصداقيّة".
ودعا في نهاية المطاف إلى إحياء التراث الإسلاميّ وتأليف كتبٍ جديدةٍ تتلاءم مع العصر الجديد.
من جانبه، رأى سماحة الشيخ محمد الثامر مدير مؤسّسة الإمام عليّ (ع) الثقافيّة في محافظة ديالى أنّ ما قدّمته الكوادر العلميّة في مؤسّسة الدليل من محاضراتٍ أثار إعجاب الأساتذة المشاركين بالدورة.
وقال سماحته: "إنّنا تعلّمنا خلال مشاركتنا في هذه الدورة الكثير من الأساتذة المتخصّيين في مجال العلوم العقليّة بمؤسّسة الدليل، كما أنّ طرق تقديم المعلومات تختلف عن الطرق التقليديّة الّتي يتمّ استخدامها في بعض المدارس".
وفي نهاية الحفل وزّعت على المشاركين في الدورة هدايا تذكاريّةٌ من مؤسّسة الدليل ومؤسّسة الإمام عليّ (ع) الثقافيّة، وكان ضيف الشرف في الاختتاميّة سماحة الشيخ هاني الثامر الأستاذ في الحوزة العلميّة.
تعليقات الزوار