24 November 2024
وسط اهتمامٍ ملحوظٍ من الأكاديميّين العراقيّين.. الدليل تواصل دوراتها لأساتذة الجامعات

وسط اهتمامٍ ملحوظٍ من الأكاديميّين العراقيّين.. الدليل تواصل دوراتها لأساتذة الجامعات

التعليم

أقامت مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة دورتها الخامسة في التنمية البشريّة والتأهيل العقديّ لمجموعةٍ من أساتذة جامعة الكوفة، كانوا قد أوفدوا من جامعتهم للمشاركة في دورات المؤسّسة.

وافتتحت الدورة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم تلتها كلمةٌ لرئيس المؤسّسة الشيخ صالح الوائلي وجّهها للأكاديميّين المشاركين.

وفي إطار الحثّ على الاستفادة من دورات المؤسّسة بين رئيس المؤسّسة في كلمته المقتضبة الأبعاد التي ترمي إليها هذه الدورات، قائلًا: «إنّ هذه الدورات تأتي في سياق توجيه بوصلة المجتمع نحو السعادة، منوّهًا إلى أنّ السعادة مطلبٌ إنسانيٌّ فطريٌّ؛ وقد جعله الله - تعالى - الجائزة الكبرى لمن يتخطّى الابتلاء بنجاحٍ، قال: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ والرضا هو تمام السعادة».

وقد أشار سماحته إلى أنّ «مبدأ السعادة طرفٌ في معادلةٍ طرفها الآخر العمل طبق القانون، فلا سعادة بدون السير طبق القوانين، سواءٌ كانت اعتباريّةً أو تكوينيّةً.
فالالتزام بالقوانين الاعتباريّة كقانون الاقتصاد والتبادلات الماليّة مثلًا يضمن للإنسان حياةً فيها رفاهٌ وسعادةٌ بدرجةٍ ما، وكذا العمل طبق القوانين التكوينيّة كما في عالم الطبيعة مثلًا، كالقوانين الفيزيائيّة والكيميائيّة وغيرها، فإنّها تؤمّن الكثير من الاستقرار والأمن للإنسان وبالتالي السعادة، وهذا ما يجعل علماء الطبيعة في بحثٍ دؤوبٍ عن قوانينها، فمعرفة القانون والعمل بموجبه يجعل الإنسان في مأمنٍ من الكوارث والخسران، والجهل بالقانون أو الاصطدام به يؤدّي إلى سحق الإنسان أو خسران كبيرٍ، وقد شهد لنا التاريخ مقدار الكوارث الّتي عانتها البشريّة في القرون السابقة في ظلّ جهلها بالقوانين الطبيعيّة، ولو فرضنا أنّ عالمنا هذا أوسع من عالم الطبيعة كما هو ثابتٌ عند الحكماء وأهل الأديان السماويّة، فإنّه يتطلّب منّا معرفة قوانين ذلك العالم، وإلّا تعرّض مصيرنا الوجوديّ إلى تهديدٍ خطيرٍ، ومن القوانين الّتي يورث الجهل بها تخلّفًا ودمارًا قوانين التفكير البشريّ، فالجهل بها أو عدم السير طبقها يؤدّي إلى كوارث معرفيّةٍ تتبعها تداعياتٌ سلوكيّةٌ فضيعةٌ».

وقد دعا رئيس المؤسّسة الأكاديميّين والمثقّفين كافّةً إلى ضرورة التفكّر والتدبّر في هذا العالم، «فإذا كان العالم محدودًا بالطبيعة كما يدّعي الطبيعيّون يكفينا إذن أن نعمل وفق تلك القوانين الّتي يكتشفها علماء الطبيعة، وأمّا إذا كان هنالك عالمٌ آخر ما وراء الطبيعة، وهو ما تثبته بالضرورة قوانين العقل الإنسانيّ، وأيّده كلّ الحكماء والعلماء الربّانيّين، فلا بدّ من البحث عن السبيل للتعرّف على قوانين ذلك العالم؛ لذا ينبغي التفكير بصورةٍ جادّةٍ للتوصّل إلى رؤيةٍ وجوديّةٍ فلسفيّةٍ واقعيّةٍ، تبتني عليها أحكامٌ وقوانين عمليّةٌ آيديولوجيّةٌ، ونحن في مؤسّسة الدليل إنّما نقيم هذه الدورات الّتي هي بمثابة علامات اتّجاهٍ في السير الفكريّ المنهجيّ».

يذكر أنّ مؤسّسة الدليل تقيم دوراتٍ مستمرّةً في التأهيل الفكريّ والعقديّ للأكاديميّين العراقيّين، ويحضرها في كلّ مرّةٍ مجموعةٌ من الأساتذة الجامعيّين ومن غيرهم كالمشرفين التربويّين والمدرّسين، والطلّاب أيضًا.

تحميل الكتاب

محرر الخبر: عقيل زعلان

تعليقات الزوار

سجل بريدك الإلكتروني لتتلقى أهم أخبار المؤسسة وإصداراتها

قالوا في المؤسسة

مراكز متعاونة

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدليل