12 November 2024
الدليل تشارك في المؤتمر الدوليّ لحفظ الآثار والتراث بمدينة كربلاء المقدّسة

الدليل تشارك في المؤتمر الدوليّ لحفظ الآثار والتراث بمدينة كربلاء المقدّسة

الأحد - ۲٥ تشرين الثاني ۲۰۱۸

شارك وفدٌ من مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة التابعة للعتبة الحسينيّة المقدّسة، برئاسة الشيخ صالح الوائلي، في المؤتمر الدوليّ الّذي أقامته العتبة الحسينيّة المقدّسة في كربلاء تحت عنوان "الآثار والتراث رمز الحضارة وهويّة الأمم"، وتحت شعار "هدم الآثار محوٌ لحضارة الأمم".

وضم الوفد رئيس المؤسّسة ونائبه الشيخ الدكتور فلاح سبتي، وأعضاءً من المجلس العلميّ، بالإضافة إلى باحثين هما الشيخ سعد الغري مسؤول شعبة التعليم، والدكتور علي الأسدي مسؤول وحدة البحوث المذهبيّة في المؤسّسة.

وجاء في كلمة الافتتاح الّتي أعدّتها اللجنة التحضيريّة الّتي من أعضائها رئيس مؤسّسة الدليل أنّ "الآثار ملك الإنسان ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا، وليست ملكًا لدينٍ أو طائفةٍ أو أمّةٍ بعينها".

وأضافت اللجنة أنّ "العتبة الحسينيّة المقدّسة تسترشد بهدي المرجعية الدينيّة العليا الّتي تدعو لاحترام الإنسان وهويّته بما فيها الآثار والتراث"، داعيةً إلى ضرورة الوقوف بوجه الأيدي الآثمة الّتي عبثت بتراثنا الّذي هو وثيقةٌ تأريخيّةٌ شاهدةٌ على الأحداث.

وفي سياقٍ متّصلٍ، أكّد عددٌ من المشاركين بالمؤتمر من داخل العراق وخارجه، على أهمّيّة الوقوف بوجه التخريب والدمار الّذي ألحقته عصابات تنظيم داعش الإجراميّ بآثار العراق بشكلٍ عامٍّ، وآثار الموصل بشكلٍ خاصٍّ.

وقد تضمّن المؤتمر معرضًا للصور الفوتوغرافية وثّقت جرائم تنظيم داعش الإرهابيّ وانتهاكاته للآثار والمراقد الدينيّة.

كما شارك وفد مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة في الجلسات البحثيّة الخاصّة بالمؤتمر الدوليّ للآثار والتراث، وعقدت هذه الجلسة بمشاركة ۱۱ باحثًا في قاعة خاتم الأنبياء في العتبة الحسينيّة المقدّسة، وبحضورٍ مكثّفٍ من قبل الوفود المشاركة، بالإضافة إلى عددٍ من الشخصيّات الدينيّة والأكاديميّة والثقافيّة. 

وفي ختام المؤتمر، ألقى نائب رئيس مؤسّسة الدليل ورئيس اللجنة الفكريّة في المؤتمر الشيخ فلاح سبتي كلمةً شدّد فيها على أهمّيّة الحفاظ على المعالم الأثريّة الباقية، وترميم تلك الّتي تعرّضت للتخريب والمحو على أيدي الوهّابيّة في المدينة المنوّرة.

⏮  توصيات المؤتمر

ساهمت مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة بشكلٍ فاعلٍ في إعداد التوصيات الّتي خرج بها المؤتمر الدوليّ الأوّل لحماية الآثار والتراث، وكانت التوصيات كالتالي:

1️⃣  أوّلًا: مخاطبة الجهات المعنيّة بمختلف الفعاليّات العالميّة والثقافيّة والتربويّة للتواصل والحوار بين مختلف أطياف المجتمع الإنسانيّ والدينيّ والمذهبيّ؛ من أجل الوصول إلى رؤيةٍ إنسانيّةٍ مشتركةٍ حول ضرورة حفظ التراث والمباني الأثريّة والتاريخيّة، ودعوة الجهات المختصّة لترميمها واسترداد ما سرق منها، والتنديد بتخريب بعضها.

2️⃣ ثانيًا: مخاطبة الجهات المعنيّة بالتربية والتعليم والثقافة؛ للعمل على التوعية المجتمعيّة والمؤسّسيّة حول أهمّيّة التراث والآثار ودورها العلميّ والثقافيّ والحضاريّ في تنمية المجتمع، وفي كونها حقًّا للأجيال الواعدة، ووثيقةً حيّةً تشهد على تاريخ الأمم والشعوب وتطوّرها.

3️⃣ ثالثًا: التنسيق مع كلّ المؤسسات ذات العلاقة بالآثار؛ من أجل استرجاع الآثار المهرّبة، فضلًا عن إعادة تأهيل المواقع الّتي هدمت من تنظيم داعش الإرهابيّ.

4️⃣ رابعًا: مخاطبة الجهات المعنيّة بضرورة العمل على حفظ الآثار الإنسانيّة والدينيّة المهمّة، كمقبرة البقيع الّتي لها مكانةٌ في نفوس جميع المسلمين، وتهمّ العالم الإسلاميّ أجمع؛ لما تحويه من رموزٍ إنسانيّةٍ وإسلاميّةٍ من خلال إدانة هدم تلك المقبرة، وإدراجها في منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة  (UNESCO)؛ لحفظها والمطالبة بإعادة بنائها؛ لكونها المنظّمة المختصّة بحماية الآثار، ولضرورة فسح المجال لها لممارسة دورها في حماية الآثار التاريخيّة والأماكن الدينيّة، ومنع هدمها، وإعادة ما تمّ تدميره منها.

5️⃣ خامسًا: إقامة دعاوى قضائيّةٍ على الدول والجماعات والأفراد الّتي تقوم بهدم الآثار والاعتداء عليها؛ إذ تعدّ تلك الآثار إرثًا للإنسانيّة يحرم التجاوز عليها، ومع ضرورة محاسبة المتورّطين أمام المحاكم الوطنيّة والدوليّة.

6️⃣ سادسًا: الدعوة إلى إعادة النظر في الاتّفاقيات الدوليّة ذات الصلة بحماية الآثار والتراث الثقافيّ وتضمينها قواعد أكثر وضوحًا وفاعليّةً في مجال الحماية، وخاصّةً أثناء النزاعات المسلّحة وتعديل نصوص الاتّفاقيات الدوليّة الخاصّة بالاسترداد، وخاصّةً مسألة اشتراط قيام الدولة المطالبة بالاسترداد، بدفع تعويضاتٍ للحائزين حسني النيّة، وزيادة التعاون والتنسيق الدولي في عمليّة مكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافيّة، والاستعانة بمنظّمة الإنتربول الدوليّة لمتابعة مرتكبي تلك الجرائم .

7️⃣ سابعًا: دعوة العراق إلى تفعيل قرارات مجلس الأمن الخاصّة بمنع الإتجار بالممتلكات الثقافيّة العراقيّة والعمل على إعادتها.

ويجدر بالذكر أنّ المرحلة التمهيديّة من المؤتمر الدوليّ انطلقت في ۲۰ تمّوز ۲۰۱٧، وأقامتها العتبة الحسينيّة المقدّسة في مدينة كربلاء بمشاركة مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقديّة التابعة لها.

تحميل الكتاب

محرر الخبر: عقيل زعلان

تعليقات الزوار

سجل بريدك الإلكتروني لتتلقى أهم أخبار المؤسسة وإصداراتها

قالوا في المؤسسة

مراكز متعاونة

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدليل