المعرفة الإلهيّة ومفاهيم تجسّد الإله وتمثّله وتجلّيه
د. علي حنا
الخلاصة
تعدّ مسألة معرفة الإله من المسائل الّتي اهتمّ بها الفلاسفة والمفكّرون منذ القدم، وحاول أتباع كلّ مذهبٍ ومدرسةٍ بيان حقيقة الإله وفق معتقداتها وتعاليمها ومتبنّياتها القبليّة المعرفيّة وأدلّتها في إثبات الإله، ونحن في هذا البحث سنسلّط الضوء بشكلٍ مختصرٍ على ثلاثة مفاهيم ترتبط بشكلٍ مباشرٍ بمعرفة الإله، منتشرةٍ بين المؤمنين، بوجود الإله الخالق لهذا العالم، وهي مفاهيم التجسّد والتمثّل والتجلّي.
والتجسّد هو أحد العقائد الأساسيّة الّتي يبتني عليها الإيمان في النصرانيّة، وهي العقيدة الأولى الّتي تتفرّع عليها العقائد الأخرى، فتجسّد الإله في عيسى المسيح (ع) هو حجر الزاوية في العقيدة النصرانيّة بمختلف مذاهبها، وهي الكاثوليك والأرثذوكس والبروتستانت، فإنكار إلوهيّة المسيح وتجسّد الإله فيه مساوٍ لإنكار الدين المسيحيّ في معتقداته الحاضرة، ولكنّ هذا الفهم والمعرفة للإله مخالفٌ لبدهيّات العقل والمنطق، كما يخالف النصوص الدينيّة وتعاليم الأديان الإبراهيميّة كاليهوديّة والصابئيّة والإسلام.
ومن المفاهيم الّتي ترتبط بمعرفة الإله كذلك مفهوم التمثّل، ونعني به تمثّل الإله لإنسانٍ أو لأيّ مخلوقٍ آخر في صورةٍ أو هيئةٍ، وللأسف هناك من النصارى من استشهد بإمكانيّة التجسّد عقلًا من خلال فهم بعض النصوص الواردة في الإسلام بكون الإله قد تمثّل للنبيّ (ص) أو لغيره في الرؤية والمنام، فإذا جاز للإله اللامحدود أن يتمثّل في صورةٍ في المنام، فما المانع أن يتجسّد في الواقع والحقيقة؟! من هنا كان لا بدّ من دراسة هذا النوع من المعرفة للإله أيضًا، وبيان حقيقة التمثّل في الإسلام.
وأخيرًا يصل الأمر إلى مسألة التجلّي، فقد ورد في النصوص الإسلاميّة القطعيّة - وأعني القرآن الكريم - آيةٌ تدّل بصراحة على أنّ الربّ قد تجلّى للجبل، وحاول بعض علماء النصارى الاستدلال على إمكانيّة تجسّد الإله لجواز التجلّي عليه، ولكن سيتّضح من خلال البحث استحالة تجسّد الإله وتمثّله بأيّ صورةٍ أو هيئةٍ كانت، وإمكانيّة تجلّيه، ولكن لا بمعنى رؤيته عن طريق الحاسّة البصريّة المادّيّة.
يمكنكم متابعة قراءة المقال هنا
كما يمكنكم الإطلاع على العدد بشكل كامل هنا
تعليقات الزوار