12 November 2024
في أكبر تجمع لهم.. معتمد المرجعية الدينية يحث الأساتذة الجامعيين على الاهتمام بالجوانب العقدية والتربوية

في أكبر تجمع لهم.. معتمد المرجعية الدينية يحث الأساتذة الجامعيين على الاهتمام بالجوانب العقدية والتربوية

الثلاثاء 5 شباط 2019

حث معتمد المرجعية الدينية العليا في مدينة كربلاء والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أساتذة الجامعات على الاهتمام بالجوانب العقدية والتربوية وضرورة توعية طلاب الجامعات بأهمية هذه العلوم.

وشدد سماحته خلال كلمته التي ألقاها في اختتام الدورة الأولى لأساتذة الجامعات العراقية التي أقامتها مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية بجامعة وارث الأنبياء بمدينة كربلاء المقدسة، على أن "الجوانب العقدية والأخلاقية والتربوية يجب منحها استحقاقها في الجامعات الأكاديمية"، معتبراً أنها تمثل عنصر مهماً في الحياة والمجتمع التي من دونها لا يمكن أن نتقدم.

وقال: "كلما استشعرنا أن هذه العلوم ذات أهمية ودور خطير في حياتنا، حينها يجب أن نتوجه إليها كما ينبغي، ويجب أن نولي اهتمامًا بحثّ الطلاب الجامعيين الّذين هم عماد المستقبل على الاهتمام بالعلوم العقدية والأخلاقية والتربوية".

وقدم سماحته شكره لمؤسسة الدليل على إقامة هذه الدورات، وقال: "مما يبعث على الاعتزاز والفخر أن يتحقق هذا الجمع المنطلق من شعور وإشعار، وبدءًا أتوجه بالشكر والثناء للإخوة في مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية على رعايتهم هذه الدورة وحضور الأساتذة فيها".

وأوضح أن شعور الأساتذة المشاركين بالدورة يؤكّد أن "المجتمع لا يبنى إلّا بركنين، الأول التعليمي الأكاديمي، والثاني الجانب العقدي والمعرفي الكامل الذي يصلح للفرد والمجتمع".

وتابع أن "الإشعار يعني إشعار المجتمع الذي غاب عنه الإحساس بأهمية الجمع بين هذين الركنين"، معتبرًا أن من الخطإ التركيز على الجانب العلمي الأكاديمي البحت، أو الجانب الديني فقط، وإهمال العلوم المطلوبة لتطور الحياة وإعمارها.

وفي معرض حديثه عن أهمية الدورات الفكرية والعقدية، أشار إلى أن "المجتمع بحاجة شديدة لمثل هذه الدورات في الوقت الحاضر".

وشدد على ضرورة تحديد ملامح النجاح في الحياة بحيث يصل المرء إلى الكمال والسعادة الدائمة.

وتحدث عن دور الأساتذة الجامعيين في المجتمع، وقال مخاطبًا إياهم: "نحن بحاجة إلى الأستاذ القائد الذي يصنع الطالب الناجح الذي هو عماد المجتمع في الحياة، فيستطيع أن يكون قائدًا في عموم المجتمع وقائدًا في المؤسسات والدوائر من حيث كفاءة العلمية".

واستشهد المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة بالعديد من الآيات القرآنية الكريمة، وقال: "نحن جميعًا نعتقد بأن الأنبياء هم أنجح أفراد البشر في الحياة، وإلا لما اختارهم الله سبحانه وتعالى لأخطر مهمة وأسماها لإنقاذ المجتمع البشري".

مقومات الاستاذ الأكاديمي

واستشهد سماحة الشيخ الكربلائي بأمثلة من بينها اليابان في عصرنا الراهن، وقال: "لقد قرأت لرئيس الوزراء الياباني وهو يتحدث عن تطور بلده، حيث يقول إن هذا البلد تطور بالاعتماد على ثلاثة آليات هي العلم والعمل والأخلاق".

وأعرب عن أمله في أن يقوم الأساتذة بدورهم المهم في تطوير المجتمعات، وقال: "الأساتذة هم الصفوة من الطلبة الذين تمكنوا من الوصول إلى مكانة الأستاذ، وهم صناع الأجيال والقادة في مختلف جوانب الحياة".

من نصب نفسه إمامًا للناس فليبدأ بنفسه

واستشهد سماحته بقول الإمام علي (عليه السلام) في حديثه الذي قال فيه: "مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَامًا فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ، وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالْإِجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَمُؤَدِّبِهِمْ".

وأشار الشيخ عبد المهدي الكربلائي إلى أنّ البدء بالنفس يجعل الإنسان قائدًا وأستاذًا ناجحًا قادرًا على صناعة القائد الناجح من المجتمع.

وقال سماحته: "نريد صناعة أستاذٍ قائدٍ عبر ضبط المادة العلمية وتوظيفها في خدمة البلد والمجتمع، وهو ركن أساسي؛ لأن تطور الحياة يتوقّف عليه".

ونبه سماحته إلى أهمية الجانب العقدي والأخلاقي والتربوي، وهو الجانب المهم الذي من خلال نستطيع أن نصنع أستاذًا ناجحًا، وقال: "إنّ العراق مليءٌ بالعقول والكفاءات الأكاديمية في كلّ المجالات، وهذا الأمر ليس مبالغًا فيه، والكثير من الدول المتطورة تعتمد على العقول العراقية".

ودعا المتولّي الشرعيّ (دام عزّه) إلى دراسة الخلل وتشخيصه في ظل عدم تطور العراق، رغم وجود العديد من الخبرات والكفاءات العلمية والأكاديمية في البلاد.

وقد أعرب عن أسفه لما وصل إليه حال المؤسسات التعليمية والواقع التعليمي في العراق، حيث يصنف العراق تعليميا بالدرجات الدنيا أو خارج التصنيف، متسائلاً عن سبب هذا التردي مع امتلاكنا عقولا كبيرة، ونسبة ذكاء عالية في الفرد العراقي.

كل شيء ينطلق من الجامعة

وعن دور الجامعة والتركيز عليها في بناء البلدان، قال سماحته: "إن كل شيء ينطلق من الجامعة، وأرجو أن تستمر هذه الدورات الفكرية والعقدية، كما أن المشاركة الفاعلة من قبل الأساتذة، ستشجع القائمين على المؤسسات على مواصلة إقامة هذه الدورات"، واصفًا الوضع الذي يعيشه العراق بالصعب والخطير للغاية.

ودعا سماحته الاساتذة الجامعيين على حث زملائهم الآخرين في الجامعات الأخرى على ضرورة المشاركة في مثل هذه الدورات الفكرية والعقدية.

وفي الختام جرى توزيع الشهادات التقديرية على الأساتذة المشاركين بالدورة بحضور سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ورئيس جامعة وارث الأنبياء الأستاذ الدكتور طالب حسن موسى.

الجدير بالذكر أنّ شعبة التعليم في مؤسّسة الدليل شرعت منذ يوم السبت الماضي بإقامة دورة في مجال التنمية الفكرية والتأهيل العقدي بمشاركة نحو 300 أستاذ من 11 جامعة عراقية من حملة شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.

وأفاد مسؤول شعبة العلاقات العامّة والإعلام في مؤسّسة الدليل السيد حسين علي حسين في حديثٍ لموقعنا أنّ "المؤسّسة شرعت يوم السبت 2 من شباط 2019 وتزامنًا مع العطلة الربيعيّة، بإقامة دورتها في مجال التنمية الفكريّة بمشاركة نحو 300 أستاذٍ جامعيٍّ من مختلف الجامعات العراقيّة، وتشمل حملة شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه"، وسط ترحيبٍ وإشادةٍ بدور المؤسّسة والمشروع الّذي تحمله.

تحميل الكتاب

محرر الخبر: عقيل زعلان

تعليقات الزوار

تحسين علي الهاشمي/ محافظة ميسان
2019 February 07
السلام عليكم.. الاخوة الاعزاء في مؤسسة الدليل تحياتنا لكم.. اود ان اعلمكم ان هذه الدورة ضمت مختلف الشرائح التعليمية من معلم ومدرس ومشرف تربوي ومشرف اختصاصي وليس اساتذة جامعيين فقط.. مع فائق الاحترام
سجل بريدك الإلكتروني لتتلقى أهم أخبار المؤسسة وإصداراتها

قالوا في المؤسسة

مراكز متعاونة

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدليل