السيد علي رضا الحائري لوفد مؤسسة الدليل: مشروعكم وعملكم مبارك ومحط فخر واعتزاز
الثلاثاء - 18 حزيران 2019
أشاد آية الله السيد علي رضا الحائري المشرف العام لمؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي بمدينة قم المقدسة، بالمشروع والعمل الذي تقوم به مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة.
جاء ذلك خلال زيارة قام بها وفد من المؤسسة برئاسة الدكتور صالح الوائلي ونائبه الدكتور فلاح سبتي ومسؤول شعبة التعليم في المؤسسة الدكتور سعد الغري.
وفي بداية اللقاء قدّم رئيس مؤسسة الدليل شرحًا مفصّلًا عن الأهداف والأسباب التي دعت المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزّه) إلى الإيعاز بتأسيس هذه المؤسسة.
وقال: "إنّ الدليل تعنى بالشأن الفكري العقدي وجاءت نتيجة دراسة الوضع الثقافي والفكري بعد أن شهد العراق ظهور حركات فكرية مختلفة تستهدف الإسلام الأصيل وقيم المجتمع"، مشيرًا إلى وجود مجموعة من الكتب والمؤلفات التي رصدتها مؤسسة الدليل في الساحة العراقية تستهدف بث الأفكار المنحرفة والشبهات داخل الأوساط الجامعية تحديدًا.
ولفت إلى أن مؤسسة الدليل قامت بإصدار العديد من المؤلفات والكراريس التي تعالج مشاكل فكرية حالية، وبعضها جاء ردًّا على تلك الإصدارت التي شهدت انتشارًا واسعًا في الساحة الفكرية العراقية والعربية، والتي تدعو وتروّج للّادينية.
وبعدها تحدث الدكتور سعد الغري مسؤول شعبة التعليم في مؤسسة الدليل عن مشاريع الشعبة التي قامت بها بالإضافة إلى الخطط المستقبليّة.
وقال: "لقد اعتمدت هذه الشعبة على الأساتذة المحاضرين الّذين تتوفّر فيهم جنبتين، أكاديمية وحوزوية، وأهم فئة كنا نخاطبها هم أساتذة الجامعات العراقية وطلابها؛ باعتبارهم الركيزة الأساسية والمهمة في بناء المستقبل".
وأضاف أنه "جرى التركيز أيضًا على فئة أساتذة التربية الإسلامية في المدارس العراقية؛ بسبب وجود خلل في منهج التربية الإسلامية باعتباره منهجًا تلقينيًّا، وكذلك ركزنا على طلاب الجامعات وكذلك خطباء المنبر الحسيني، وفئة الشباب واليافعين من طلاب المدارسة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية".
وبين الدكتور الغري أن الدروس التي يتم إعطاؤها تتعلق بالمفردات الفكرية والمعرفية والإلهيات بالإضافة إلى علاقة الدين بالحياة، مشيرًا إلى عدد الدورات التي أقيمت منذ تأسيس مؤسسة الدليل، وقال "أقمنا لحد الآن 39 دورة في داخل العراق وخارجه، ونطمح حتى نهاية العام الجاري 2019، الوصول إلى معدل 50 دورة، وكان العدد الإجماليّ للمشاركين 1400 مشاركٍ تقريبًا".
من جانبه، استعرض نائب رئيس المؤسسة الدكتور فلاح سبتي نشاطات شعبة البحوث الّتي يتولّى مسؤوليّتها، وقال: "إن في هذه الشعبة تسع وحدات علمية تعمل في مختلف الموضوعات العقدية، ابتداءً من البحوث المعرفية إلى الإلهيات بالإضافة إلى البحوث الدينية والمذهبية والبحوث الإمامية والتدوين الموسوعي والترجمة ووحدة إحياء التراث الإسلامي والمجلة".
وأضاف "نحن نعمل على أن تكون البحوث والمواضيع التي نعمل عليها في هذه الوحدات معاصرة للمشاكل الفكرية والعقدية، مع التركيز على ما يطرح من شبهات في المجتمعات الإسلامية"، منوّهًا إلى أن "مجلة الدليل أصبحت مجلة محكمة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، ونسعى أن تكون محكمة عالميًّا".
بدوره، أثنى آية الله السيد علي رضا الحائري المشرف العالم لمؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، على الجهود الجبارة التي تقوم بها مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية.
وقال سماحته بعد الاطلاع على الخطط والمشاريع المنفذة والمستقبلية في مؤسسة الدليل، مخاطبًا وفدها: "عملكم مبارك، وميمون، ونسأل الله لكم التوفيق، لقد فرحنا وسررنا بما تقومون به، ولقد أسعدنا وجود مثل هكذا مشروع وتوجه في ظل وجود حالة من الضياع لدى الشباب".
وأضاف أنّ "الإحساس بالمسؤولية والقيام بالواجب عمل تشكرون عليه؛ لأن الإحساس بالمسؤولية نعمة وتوفيق من الله تعالى، ويجب أن نعمل بإخلاص وجدية للنهوض بالمجتمع الذي يواجه العديد من المشاكل".
وتحدث سماحته عن فترة المد الشيوعي التي انتشرت في العديد من البلدان العربية والإسلامية ومن بينها العراق، والمعالجات التي كانت تطرح في حينها لمواجهة هذا المد الذي كان يعرف بـ "المد الأحمر".
وقال: "في فترة كانت الكتب الكلامية القديمة تفيد في معالجة الإلحاد، لكن في الوقت الحاضر كان لا بد من كتب حديثة، كالّتي ألّفها بعض علمائنا الأبرار كالمرجع الراحل السيّد محمدباقر الصدر، وكانت قد أحدثت ثورة وأنقذت جيلًا من الشباب العراقي من الضياع والوقوع في براثن الإلحاد والشيوعية والماركسية".
تعليقات الزوار