الدكتور الوائلي: الساحة الفكريّة تواجه تحدّياتٍ يجب معالجتها
افتتحت شعبة التعليم في مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية، الخميس - 05 تشرين الثاني 2020، فعاليّات دورتها التي تحمل عنوان "دورة تأهيل الملاكات التدريسية"، بحضور عدد كبير من الأساتذة المشاركين بالدورة والسادة أعضاء المجلس العلمي بالمؤسسة، وتم افتتاح هذا الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الدكتور روح الله الموسوي المحقق في المؤسسة.
وبعدها ابتدأ رئيس المؤسسة الدكتور صالح الوائلي كلمته بضرورة الاهتمام بالإنسان من الناحية الثقافية والمعرفية والعقدية، مشيرًا إلى أنّ المجتمعات الإسلامية تعيش ظروفًا وتحدّياتٍ عصيبةً تتطلب حشد الهمم والتكاتف للوقوف بوجه المشاريع التي تريد النيل من القيم الإسلامية.
وقال الدكتور الوائلي وهو يخاطب الأساتذة المشاركين: "إنكم تدركون جيّدًا وضع الساحة الفكرية والثقافية ومدى التحديات والأخطار التي يواجهها المجتمع، وإن كل ما يحصل من انقسامات وتخاذل في العالمين العربي والإسلامي، يعود سببه إلى حجم الضخ الثقافي والفكري الذي يحصل هذه الأيام، ومنذ فترة طويلة نلاحظ هذه الظاهرة".
مؤسسة الدليل لبناء الإنسان
وأشار رئيس المؤسسة إلى وجود أزمة فكرية تعاني منها المجتمعات العربية والإسلامية، لافتًا إلى أنّ مؤسسة الدليل أخذت على عاتقها "بناء الإنسان فكريًّا وثقافيًّا لكي يبني حياته ومستقبله ويعمر هذه الأرض".
ورفض رئيس مؤسسة الدليل "إلقاء الفشل على الآخرين نتيجة ما يتعرّض له مجتمعنا"، قائلًا: "نحن دائمًا ما نعلّق الأخطاء والفشل على الآخرين، في الواقع هو تقصير النخب والكوادر العلمية التي يفترض أن تقوم بواجبها تجاه المجتمع وتجاه نفسها أيضًا".
وتطرق إلى الحملة الشعواء التي تشنها الدول الغربية والتي ظهرت مؤخّرًا ضد الإسلام ورسول الله محمد (صلى الله وعليه وآله)، وتجلّت بخطاب الكراهية تحت "مفهوم الحرية"، مبيّنًا أنّنا "نرى أنّ الدول العظمى وبكلّ جرأةٍ وصل بها الحال إلى التطاول على شخص الرسول الكريم، وأن يروّج شخصٌ يتسنّم أعلى منصب رسمي في دولة معيّنة خطابَ الكراهية تحت عنوان حرية التعبير".
وتابع سماحته بالقول: "إن ذات تلك الدول تقوم بالهجوم والتصفية لأي شخص يحاول إنكار وتكذيب ما يسمى بـ (الهولوكوست) محرقة اليهود."، مشدّدًا على أهمّيّة الوقوف بوجه "الموازين المختلة والمزدوجة التي يتعامل بها الغرب، ورفض حالة التبعية لهم".
كما طالب بضرورة مساندة المشاريع الفكرية والثقافية ودعمها حتى لو كانت صغيرة، مؤكّدًا أهمّيّةَ عدم التقليل من تلك المشاريع بذريعة عدم قدرتها على مواجهة المشاريع التي يروج لها الآخر بسبب إمكانيته المالية والتكنولوجية.
وتابع قائلًا: "بالهمّة والعزيمة لا يمكن إيقاف المشاريع الفكرية، وعلينا مراجعة حساباتنا من أجل نشر القيم والأفكار الصحيحة، وعلينا أن نأخذ زمام المبادرة وأن نسعى بأنفسنا لتأمين حاجات المجتمع من الناحية الفكرية والثقافية".
وأشار الدكتور صالح الوائلي إلى الدور المخرّب الّذي تلعبه الولايات المتحدة في العراق والذي اتضحت ملامحه في الاضطرابات التي شهدتها البلاد مؤخّرًا، مضيفًا أنّ "كل ذلك جاء نتيجة الدورات التي كانت تقيمها أمريكا تحت عنوان برنامج إعداد القادة العراقيين الشبان (IYLEP)، وقد انتهت نتيجتها بالتطاول على الرموز الدينية والمقدسات".
ولفت رئيس مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية إلى أن مشروع مؤسستنا انبثق لتدارك ما يحصل في العراق والعالمين العربي والإسلامي، مشدّدًا على "أن ما نقوم به ليس بمستوى التحدّيات، ولكن علينا القيام بواجبنا وإمكانياتنا؛ لأنّنا مسؤولين أمام الله سبحانه وتعالى".
وختم الدكتور الوائلي بقوله: "إنّ الدورات التي تقيمها مؤسسة الدليل تركز على طريقة التفكير، وليس الفكر؛ لأننا لاحظنا وجود خلل في الموازين الفكرية"، مضيفًا "نهدف من هذه الدورة أن تكون منطلقًا لبناء كادر يقدم العون لمؤسسة الدليل في إنجاح مشاريعها".
دوراتنا لاقت ترحيبًا
وبعد ذلك تحدّث مسؤول شعبة التعليم في المؤسسة الدكتور سعد الغري عن الهدف من هذه الدورة التي تهدف إلى إنشاء كوادر تدريسية، مضيفًا أنّ الدورات التي أقامتها شعبة التعليم هي 42 دورةً وقد شملت مختلف فئات المجتمع، وقد لاقت قبولًا واسعًا.
وبيّن الدكتور الغري أنّ فقرات الدورة ستكون 288 ساعةً مقسّمةً على 72 يومًا، والدوام يكون 3 أيام في الأسبوع لمدة أربع ساعات مساءً في يوم السبت والثلاثاء والخميس.
وقال: إنّ المفردات الّتي تعطى بالدورة هي سبعٌ (المنطق، والمعرفة، والفلسفة، وفلسفة الدين، والكلام الجديد، وأصول البحث العلميّ وطرائق التدريس، والأديان)، وسوف تستمرّ الدورة من ستّة أشهرٍ إلى تسعةٍ بحسب الحاجة.
وشدّد الدكتور الغري على أهمّيّة المشاركة المستمرّة في هذه الدورة، معتبرًا أنّ المشاركة في مثل هذه الدورات سوف تكون عونًا للمشروع الّذي تحمله مؤسّسة الدليل.
الجدير بالذكر أنّ الدورة سوف تنطلق بدءًا من الساعة الرابعة مساءً في مجمع مصابيح الدجى الثقافي، بحسب ما ذكره مسؤول شعبة التعليم.
تعليقات الزوار