21 November 2024
الدكتور الوائلي في أول اجتماع مع اللجنة الاستشارية لأساتذة الجامعات: مشكلتنا عدم وجود استراتيجيات في التحدي الفكري والثقافي

الدكتور الوائلي في أول اجتماع مع اللجنة الاستشارية لأساتذة الجامعات: مشكلتنا عدم وجود استراتيجيات في التحدي الفكري والثقافي

أكّد رئيس مؤسّسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، الدكتور صالح الوائلي، أنّ مشكلتنا تتمثّل بعدم وجود استراتيجيات في التحدّي الفكري والثقافي لمعالجة الإرباك والخلل الذي تشهده الساحة الفكرية والثقافية.

جاء ذلك خلال أوّل اجتماعٍ عقدته المؤسّسة بمدينة كربلاء المقدّسة للّجنة الاستشارية لأساتذة الجامعات بهدف تدشين مرحلة من التعاون بين شعبة التعليم في مؤسسة الدليل والنخب الأكاديمية وأساتذة الجامعات.

وبدأت مراسم الاجتماع بقراءة آيٍ من الذكر الحكيم تلاها الدكتور عادل غانم، ثمّ أدار الاجتماع الدكتور فلاح سبتي نائب رئيس المؤسسة ومسؤول شعبة البحوث الذي رحّب بالضيوف الأكارم، الّذين تجشّموا عناء السفر رغم الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها العراق في ظلّ تفشّي جائحة كورونا.

وبعدها اعتلى المنصّة الدكتور الوائلي ورحّب بالأساتذة المشاركين، وتحدّث عن مؤسسة الدليل وأشار إلى وجود ثلاث شعبٍ تعمل بشكلٍ متزامنٍ في المؤسّسة هي البحوث، والتعليم، والعلاقات العامّة والإعلام.

وقال: "إنّ شعبة البحوث التي يشرف عليها الدكتور فلاح سبتي تهتمّ بتأصيل الفكر وردّ الشبهات وحلّ الإشكاليات الفكرية، وتضمّ الشعبة جملةً من الوحدات العلميّة التي رتّبت بنحو منطقي، ولدينا في هذه الشعبة أساليب في إظهار البحوث منها إصداراتنا وفيها الكتاب والكتيّب والكراريس والمجلّة، فهناك مجموعة من الطرق والأساليب التي تعتمدها المؤسّسة لإيصال الأفكار العلمية".

وأضاف الدكتور الوائلي: "أمّا شعبة التعليم التي يشرف عليها الدكتور سعد الغري، فقد أقامت الكثير من الدورات والندوات والمؤتمرات والورش العلمية التي شارك فيها عدد من الأكاديميين وأساتذة الحوزات، وقد كان لكم مشاركة فاعلة في بعض هذه الأنشطة ".

وتابع بالقول: "هذه المؤسسة وجدت من أجل صياغة نسق معرفي صحيح من البحوث المعرفية إلى المعرفة الدينية، ونعني بالنسق المعرفي بدايةً تفكير الإنسان وطرقه وقواعده وصولًا إلى مرحلة تكوين الرؤية الكونية والوجودية، ومن ثم كيفية استحصال الأيديولوجيا التي من خلالها ينطلق إلى السلوك الخارجي".

كما تحدّث رئيس مؤسسة الدليل عن المبرّرات التي دفعت إلى إنشاء المؤسسة، وقال: "إنّ المبرّر الأوّل ما نشاهده من فوضى معرفية بسبب غياب المنهجية في التعليم، خصوصًا في جانب التعليم الديني، فهذه الفوضى وعدم المنهجية في التربية الإسلامية التي تدرس حاليًّا هي مجموعة من المصادرات التي لا يمكن أن تعطي رؤية واضحة للطالب أو للفرد في المجتمع".

ولفت إلى أنّ الاختلاف سببه المناهج المعتمدة الّتي أدّت إلى خلق حالة من التشويش الذهني عند الفرد المسلم، وتحديدًا في المجتمع العراقي؛ بسبب غياب المنهجية والقواعد التي يمكن من خلالها الوصول إلى المعرفة، مشدّدًا على ضرورة معالجة الضعف الحاصل في إيصال الفكرة والرؤية والمعرفة الدينية للطالب والفرد.

وتابع فضيلته قائلًا: "إنّ المبرّر الثاني الانفتاح غير المدروس على الثقافات الأخرى خصوصًا الثقافات الغربية، ونجد هناك توجّهًا كبيرًا لدى شبّاننا للاطّلاع على الثقافات المختلفة، وهذا الأمر تمّ رصده، ويمكن مشاهدته من خلال متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، فهذه الثقافة الغربية والغريبة بسبب الانفتاح غير المدروس أدّت إلى حالة من الخلل والإرباك في طبيعة الساحة الفكرية والثقافية".

كما أشار الدكتور الوائلي إلى مبرّرٍ آخر وهو "المشاريع المشبوهة" التي يخطّط لها أعداء الأمّة الإسلامية بدوافع مختلفة، منها سياسية واقتصادية وغيرها، مؤكّدًا أنّ "المجتمعات الإسلامية تتعرّض لخطر محدق يهدّد واقعها وشبّانها، ويجب التكاتف ورصّ الصفوف لمواجهة تلك الأخطار".

وأضاف "نحن لدينا مؤشرات واضحة على وجود مشاريع تستهدف ثقافة المجتمع والفرد المسلم لا سيّما في العراق؛ ولهذا الأمر أسباب مختلفة، وليس بالضرورة أنّ لديهم فكرةً معينةً يؤمنون بها ويريدون إيصالها إلى مجتمعاتنا، بل لديهم أطماع مختلفة سياسية أو اقتصادية وغيرها، وهذا خطر يهدّد واقعنا الثقافي".

وتابع بالقول: "إنّ مؤسسة الدليل تهتمّ بالأفكار المعاصرة، وقد وجدنا أنّ الساحة فارغة في الوقت الحاضر في مجالالأفكار المعاصرة والإشكاليات الحديثة، ومشكلتنا بشكل عام هي عدم وجود استراتيجيات في طرح الأفكار ومواجهتها، فلدينا جبهة ممتلئة، ولدينا جبهات فارغة وهذا خلل استراتيجي في مواجهة الجانب الفكري".

وأضاف "المؤسسة تجد نفسها كأنها حطام في بحر كبير، وجدنا هناك حاجة ماسة لوجود من يعيننا في هذا المشروع عبر تعاون النخب والكفاءات للوقوف معنا لتكملة المسيرة، فهناك مشاكل حديثة وبأساليب مخيفة جدًّا، فاللادينية والإلحاد وغيرها تطرح باعتماد تلك الأساليب المخيفة".

وخلص الدكتور إلى أنّ " المستقبل إذا استمرّ على ما هو عليه فالأوضاع ستكون خطيرة؛ لأنه خلال عملنا الذي استمر خمس سنوات في مؤسسة الدليل لاحظنا وجود تحديات كبيرة، فعلينا أن نقوم بواجبنا، ونحن الآن في مرحلة خارجة عن السيطرة تمامًا؛ فلهذا جاءت فكرة إنشاء اللجنة الاستشارية من مختلف الجامعات العراقية".

فكرة إنشاء اللجنة الاستشارية لأساتذة الجامعات

وفيما يتعلّق بفكرة إنشاء اللجنة الاستشارية في الجامعات العراقية التي تبنتها مؤسسة الدليل، بين الدكتور الوائلي أنّ "هذه الفكرة جاءت بعد طرحها ومناقشتها مع بعض الأساتذة من مختلف الجامعات العراقية لغرض رفد مشروع المؤسسة".

وقال: "وبناءً على التوصيات والدراسات التي تمّت مناقشتها مع نخبة من الأساتذة، توصّلنا إلى فكرة إنشاء اللجنة الاستشارية الّتي تتألّف من نخبةٍ من أساتذة الجامعات؛ لكي نكون أقرب إلى الشبّان الجامعيين والأكاديميين الذين هم بناة المستقبل وقادة الغد".

وأضاف قائلًا: "إنّ الاقتراب والتواجد داخل الوسط الجامعي بحاجة إلى الأساتذة الذين لديهم هذا الهمّ المشترك مع مؤسسة الدليل، في معالجة المشاكل الفكرية والثقافية"، مبيّنًا أنّ "الهدف من اللجنة أيضًا تسهيل إقامة الندوات والمؤاتمرات في الجامعات مع مؤسسة الدليل ونشر الثقافة من خلال الارتباط الوجداني مع الطلّاب والأساتذة الآخرين".

ونبّه رئيس مؤسسة الدليل إلى أنّ الأساتذة الجامعيين يمكنهم رصد الساحة الفكرية والثقافية داخل الجامعة لتواجدهم فيها، كما يمكنهم المساهمة في تشخيص الكفاءات وضمّها إلى مشروع مؤسسة الدليل.

وبعد ذلك أبدى الأستاذة المشاركون في الاجتماع من مختلف الجامعات العراقية إعجابهم بهذا المشروع، مؤكّدين استعدادهم للتعاون مع مؤسسة الدليل لإنجاح المشروع بأحسن صورة ممكنة.

كما قدّم الأساتذة جملةً من الاقتراحات التي تسهم في تطوير العمل لتحقيق المشاريع التي تصبو المؤسسة إلى تحقيقها، وقد أجاب الدكتور الوائلي عن الأسئلة والاستفسارات كافّةً.

تحميل الكتاب

محرر الخبر: عقيل زعلان

تعليقات الزوار

سجل بريدك الإلكتروني لتتلقى أهم أخبار المؤسسة وإصداراتها

قالوا في المؤسسة

مراكز متعاونة

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدليل