مؤسّسة الدليل تقيم ندوةً في جامعة البصرة بعنوان "التنمية الفكرية المنطقية"
التعليم
أقامت مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، بالتعاون مع لجنة الثقافة والمجتمع في مركز علوم البحار بجامعة البصرة، الأربعاء الموافق 23-06-2021 ندوةً بعنوان "التنمية الفكرية المنطقية"، وقد رعى الندوة السيّد رئيس جامعة البصرة الدكتور سعد شاهين حمادي، وتحدّث فيها رئيس مؤسسة الدليل الدكتور صالح الوائلي ونائبه الدكتور فلاح سبتي.
وقد بيّن الدكتور الوائلي أنّ "التربية الفكرية إذا كانت منطقيةً سيصل بها الشخص المتعلّم إلى نتائج يقينيةٍ وواضحةٍ والعكس خلاف ذلك"، مشدّدًا في الوقت نفسه على أهمّية الاعتناء باللغة العربية؛ كون ذلك مسألةً ضروريةً لتطوير الذات وبناء الشخصية.
ونبّه الدكتور الوائلي إلى أنّ "إضعاف اللغة يعني إضعاف الفكر، فإنّ تقليص اللغة العربية وتوسّع اللغات الأخرى كالإنجليزية على حسابها، هدفه جرّ أجيالنا نحو الثقافة الغربية؛ وقد بات واضحًا أنّ هناك شريحةً كبيرةً من المجتمعات الإسلامية تميل إلى الغرب".
وأشار إلى التعليم في المجتمعات، وقال: "إنّ التعليم مبنيٌّ على ثلاثة عناصر، المعلّم والطالب والمنهج، وإنّ المنهج الذي يدرَّس اليوم في مدارسنا هو المنهج الحسّي الذي اعتمده فرانسيس بيكون".
وأضاف فضيلته قائلًا: "إنّ التعليم الذي جاءت به الدول الاستعمارية هو للقضاء على طريقة تفكير الفرد المسلم، ونحن ليس لدينا أزمة حقيقة في الفكر، بل الأزمة في طريقة التفكير، فالتعليم المدرسي الجديد أدّى بالطالب أن يسلك منهجًا حسّيًّا تجريبيًّا، فعندما صار المعيار في المعرفة المنهج تولّدت لدى شبّاننا الكثير من المشاكل.
وتابع رئيس المؤسّسة بالقول: "لذا نجد أنّ الطالب المسلم يعيش حالةً من الازدواجية الفكرية، إذ هو بين إحدى ثلاثٍ، إمّا أن يبقى متذبذبًا بين المنهج الحسّي والتراث الديني الذي تلقّاه من أسرته ومجتمعه، وبين أن يكون نافرًا لا يقبل هذا التراث ويتجه نحو المنهج الحسّي، وبالتالي يتحوّل إلى ملحد أو لاديني، أو يتنكّر للمنهج الحسّي ويلتزم بالنصّ الديني ويبقى في إطار الفكر السلفي، وكلّ ذلك سببه طريقة التعليم أو ما نسميه التربية الفكرية".
ثمّ تحدّث الدكتور فلاح سبتي نائب رئيس مؤسّسة الدليل وقال: "يجب أن ندرك أنّ عالم الوجود ليس عالمًا مادّيًّا وحسب، بل هو عالم غيبٍ وأسّه الوجود الإلهي، وأنّ هذا العالم لا يمكن أن نتعامل معه بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع الأشياء المحسوسة، فلا بدّ أن يكون هناك طريق، إمّا طريق عقلي أو نص ديني".
كما تطرّق الدكتور فلاح سبتي إلى البدائل والمحاولات التي تجريها مؤسّسة الدليل، وقال: "وضعنا بعض القواعد التي تصحّح عملية التفكير للوصول إلى نتائج".
وبعد انتهاء الندوة جرى فتح باب المجال للإجابة عن الأسئلة والاستماع إلى مداخلات مجموعةٍ من الأساتذة الجامعيين في جامعة البصرة، وجرى نقاش اتّسم بالموضوعية العلمية اختتمت به وقائع الندوة.
تعليقات الزوار