لعلّ مقولة التاريخيّة كانت من أبرز النظريّات الّتي طرحها فكر الحداثة وما بعد الحداثة. هذه المقولة الّتي تبلور مفهومها في الفلسفة الغربيّة الحديثة، وتعني أنّ كلّ شيءٍ - بما في ذلك الحقيقة - يقع ضمن أطر التاريخ. بل أدّى ربط تطوّر التاريخ بعوامل تاريخيّةٍ محدّدةٍ وملموسةٍ إلى تطوّر تاريخيّةٍ تحيل كلّ أمرٍ للتاريخ، وتشرطه به لدرجة أنّه تمّ وسم الحداثة بكونها عبادةً للتاريخ الّذي أصبح هو المنبع أو المنتج الأساسيّ للمعنى. وقد ارتأت المؤسّسة الإجابة عن شبهة التاريخيّة في كتيّبٍ ينفع النخبة المثقّفة المطالعة؛ للحؤول دون انتشارها، خصوصًا فيما يتعلّق بفهم النصوص الدينيّة، وقد وفّق الكاتب – ولله الحمد – إلى أداء مهمّته.
تعليقات الزوار