حوار مع مؤلف
حوار مع الشيخ محسن محقق
في كتابه
أولا: ما الفكرة العامة للكتاب؟
كتاب "أضواء على روايات المهديين" یجیب عن شبهتين عقديتين في مجال الإمامة.
الشبهة الأولى: يسعى بعضهم - استنادا إلى روايات تفيد بأن الأئمة اثنا عشر وجميعهم من ذرية النبي أو من نسل السيدة فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين (عليهم السلام)، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن أمير المؤمنين (عليه السلام) ليس من ذرية النبي والسيدة فاطمة - إلى إثبات وجود إمام ثالث عشر بالإضافة إلى الأئمة الاثني عشر!
للرد على هذه الشبهة، جرى تحليل الروايات التي قد يفهم من ظاهرها أن عدد الأئمة ثلاثة عشر، وأجبنا عن ذلك بأجوبة مفصلة.
الشبهة الثانية: يحاول بعضهم - من خلال طرح موضوع وجود اثني عشر مهديا بعد الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) - إثبات وجود اثني عشر إماما جديدا غير الأئمة الاثني عشر، معتقدين أنهم سيأتون بعد انتهاء فترة حياة الإمام ويحكمون الأرض!
للرد على هذه الشبهة، جرت دراسة الروايات التي تشير إلى وجود اثني عشر مهديا بعد الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وقد تطرقنا فی معرض إجابتنا عن هذه الشبهة إلى هذه الروايات، وأنه هل المقصود منها وجود أئمة آخرين غير الأئمة الاثني عشر؟ وهل يمكن أن يكون عدد الأئمة أكثر من اثني عشر، أو أن هذه الروايات تشير إلى رجعة الأئمة (عليهم السلام) بعد الإمام المهدي؟ أو أن المقصود منها أشخاص من كبار الشيعة مهديون يدعون الناس إلى الأئمة المعصومين في عصر ظهور الإمام الحجة ورجعة الأئمة.
وبما أن المدعو أحمد إسماعيل كاطع (المعروف بأحمد الحسن) قد استغل هذه الرواية وادعى أنه وصي الإمام المهدي وأنه إمام بعده، وأن على الناس الإيمان به؛ فقد ارتأينا أن نجيب عن كل ذلك في ضمن الشبهتين المشار إليهما.
ونأمل أن يحظى هذا الجهد المتواضع بقبول ولي العصر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وأن يكون خطوة في إحياء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وإزالة الشبهات من قلوب المؤمنين والله ولي التوفیق.
ثانيا: أهم الدوافع التي حفزت الكاتب على التأليف في الموضوع؟
تيار أحمد الحسن هو أحد التيارات الشيعية التي ظهرت في العقدين الأخيرين، تحديدا منذ عام 2003، وادعى أحمد الحسن أنه من أحفاد الإمام المهدي الحجة بن الحسن العسکري (عليهما السلام)، والممهد لظهوره وخلافته، وأعلن هذا على الساحة العراقية وقد اجتمع حوله بعض الناس في مدينتي البصرة والناصرية في العراق وأخیرا في إیران. يسعى هذا التيار، على غرار الطائفة البهائية، إلى إحداث انحراف بين الشيعة من خلال تأليف كتب متعددة واستقطاب المثقفين في المجتمع. ويهدف إلى تقويض مكانة العلماء ، محاولا تحويل النيابة العامة للفقهاء إلى نيابة خاصة لنفسه، وتقديم أحمد الحسن كاليماني الموعود ووصي الإمام المهدي. بهذا يسعى لفصل الناس عن الفقهاء وتهيئة الأرضية - حسب اعتقاده - لانهيار الحوزات العلمية.
من سمات هذا التيار الاعتماد المفرط على الحديث والابتعاد عن العقل وضروریات المذهب؛ مما أوقعهم في فخ إنكار أوضح البدهیات عند الشیعة، وهي انحصار عدد الأئمة في اثني عشر إماما. يقوم هذا التيار بإزاحة العقل جانبا، متبنيا نهجا متطرفا في التعامل مع الحديث، مع استخدام التدليس والتقطيع والتأويل للأحاديث، مما يحرم أتباعه من القدرة على فهم الروايات بشكل صحيح.
وكان الدافع الرئيسي لتأليف الكتاب هو تغلغل تيار أحمد الحسن في المجتمع الديني، وخاصة في المجتمع العراقي.
ثالثا: كم استغرق تأليف الكتاب؟ وما أهم المشاكل والتحديات التي واجهت الكاتب في ذلك؟ وما أهم القضايا اللافتة والطريفة؟!
استغرق تأليف الكتاب حوالي سنة وستة أشهر. ومن أبرز التحديات التي واجهت المؤلف:
الموازنة بين ضرورة الرد على ادعاءات هذا التيار نظرا لانتشاره، وبين تجنب المساهمة في نشره أكثر من خلال الاهتمام به والرد عليه. فكما أن الباطل قد يزول بترك ذكره، فإن ذكره والتطرق إليه، حتى لو كان للرد عليه، قد يؤدي أحيانا إلى نشره وشهرته بشكل أكبر.
لحل هذه المعضلة، لم يتم توجيه الكتاب مباشرة كرد على أحمد الحسن، بل ركز على تحليل الروايات التي يستند إليها أحمد الحسن. وبحل الشبهات المتعلقة بهذه الروايات، يتم الرد ضمنيا على مزاعم أحمد الحسن. جرى تصميم الكتاب بحيث يقدم تحليلا شاملا لروايات المهديين والروايات التي قد توهم بوجود ثلاثة عشر إماما، بغض النظر عن تيار أحمد الحسن. وبهذا يمكن لأي شخص لديه شبهات في هذا الموضوع الرجوع إلى الكتاب للحصول على تحليل موضوعي وشامل.
رابعا: كيف وجد المؤلف التفاعل مع محتوى الكتاب بعد نشره؟ وهل حدثت مناقشات مهمة أو تواصل معين مع المؤلف بعد صدوره؟
لقد استقبل العديد من الأصدقاء الذين كانوا على دراية بدعوة أحمد الحسن الكتاب بترحاب، وحظي باهتمامهم. وقد أجرى أحد الباحثين، الذي له مؤلفات عن أحمد الحسن، اتصالا هاتفيا معي وأفاد بأنه قد درس الكتاب وأشار إلى نقطة رآها لأول مرة في هذا العمل، وهي الخلفية التاريخية لمسألة الاستناد إلى الروايات الموهمة بوجود إمام ثالث عشر، وأنه وفقا لما كتبه الشيخ الطوسي، كان هناك في الماضي من استند إلى هذه الروايات لإثبات إمامة نفسه.
خامسا: ما دور مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث في تأليف هذا الكتاب؟ وما حجم الدعم المقدم من قبلها في هذا الصدد؟
فی خلال مرحلة التأليف، قدمت المؤسسة مساعدة كبيرة في إطلاعي على أفكار هذا التيار واستدلالاته، من خلال توفير الكتب اللازمة، وإتاحة الوصول إلى المواقع الإلكترونية الخاصة بالتيار الفكري لأحمد الحسن، وتسهيل تنزيل الكتب المتعلقة بهذا التيار. وبعد الانتهاء من التأليف، أسهمت التوجيهات والانتقادات التي قدمها المجلس العلمي للمؤسسة في إثراء الكتاب بشكل أكبر. كما تولى زملاء آخرون في المؤسسة مهمة مراجعة النص وتقويمه وتصميم غلاف الكتاب. وأود أن أعرب عن تقديري وشكري لجهود كل الإخوة الذين ساعدوني في إعداد هذا العمل والمساهمة العلمية التي قدموها، وخاصة رئيس المؤسسة ونائبه والمتابع المحترم للكتاب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تعليقات الزوار