الإلحاد أسبابه ومفاتيح العلاج
إنّ واقع الحالة الإلحادية المعاصرة يفرض القيام بمعالجة تختلف تماماً عن مجرد إقامة الأدلة على وجود الله، بل لابد أن تتخذ شكلاً شاملاً وجذرياً يستوعب كل العوامل المؤدية إليها المتجددة منها والجديدة مشفوعاً بالعمل الجاد على جعلها معالجة تجمع بين المتانة العلمية والشمولية من جهة والسلاسة في الأسلوب والرفق في الخطاب من جهة أخرى.
ولأجل ذلك كان هذا الكتاب ليشكل بداية الطريق نحو إيجاد معالجة كهذه، إذ سعيت جاهداً للتبسيط والتوضيح مع الحفاظ على المتانة العلمية وتجنب الاختزال للمشاكل والحلول في صيغ هشة أو ساذجة.
وقد اشتمل الكتاب على ثلاثة فصول وخاتمة:
- الفصل الأوّل في الأسباب العامّة لأيّ موقفٍ فكريٍّ، وفيه مبحثان: الأول المبادئ العامّة والّتي تنقسم إلى قسمين، قسمٍ صالح للاستعمال وقسمٍ غير صالح للاستعمال في عمليّة تحصيل المعرفة الصحيحة. والثاني في ثمرة تقسيم مبادئ المعرفة وآثاره المهمّة والخطيرة.
- الفصل الثاني في الأسباب الخاصّة بالموقف الإلحاديّ، وفيه أربعة مباحث: الأوّل، أسباب ترك الاعتقاد بأصل وجود إلهٍ. الثاني، أسباب نفي حاجة الطبيعة للتدبير الإلهيّ. الثالث، أسباب نفي قابليّة الإنسان أو حاجته للتدبير الإلهيّ. الرابع، أسباب النفي المباشر للعلاقة التدبيريّة بين الإله من جهة والطبيعة والإنسان من جهة أخرى.
- الفصل الثالث في مفاتيح العلاج لأسباب الإلحاد بعد تصنيفها بحسب مناشئها المعرفيّة عقليًّا صرفًا وتجريبيًّا ونفسيًّا، فكان فيه ثلاثة مباحث: الأوّل في مفاتيح علاج الأسباب العقليّة والفلسفيّة قد جعلتها أربعة (الأول: في تصحيح الخلل المتعلق بأقسام القضايا وحقيقة المنهج، والثاني: تصحيح الخلل الموجب للتشكيك في الأوليات العقلية، والثالث: تمييز الأحكام العقلية عن الوهمية، والرابع: العلاقة بين العقل والأخلاق والدين)، والمبحث الثاني علاج ما يسمى بالأسباب "العلميّة والتجريبيّة"، والمبحث الثالث في مفتاح علاج الأسباب النفسيّة.
- الخاتمة، وفيها تلخيص لمسار البحث وأهمّ النتائج الّتي توصّل إليها، مع استخلاص أهمّ التنبيهات والتوصيات الّتي قاد إليها البحث.
تعليقات الزوار